جذب مهرجان "إعادة التدوير" للفنون والتصميم، وهو عبارة عن منصة ذات تأثير اجتماعي مستدام انطلق بشعار "التحول الذي يضيف قيمة إلى الماضي"، اهتماماً كبيراً لدى إطلاقه في 4 يونيو/حزيران في متحف غازان بإسطنبول.
ويسلط الحدث الضوء على إعادة التدوير وهو مفهوم يُعرف أيضاً باسم إعادة الاستخدام الإبداعي، والذي يستلزم تحويل المنتجات الثانوية ومواد النفايات والمنتجات عديمة الفائدة أو غير المرغوب فيها، إلى مواد أو منتجات جديدة يُنظر إليها على أنها ذات جودة أعلى، مثل تلك المنتجات الفنية أو البيئية القيمة.
ويهدف المهرجان إلى زيادة الوعي حول إعادة التدوير والاستخدام الفعال للموارد، بإظهار لمسات فنية وتصميم إبداعي يعكس إمكانية إعادة تدوير النفايات واستخدامها، ويلفت الانتباه إلى الفوائد البيئية المستدامة لجميع أنواع التحول.
وأقيمت ضمن نطاق المهرجان الذي استفاد من القوة التحويلية للفن والتصميم، العديد من ورش العمل والمعارض والعروض المستوحاة من إعادة التدوير.
وعززت دورة إسطنبول حيث شارك الواعون بالبيئة، الأمل في أن تصبح البلاد مجتمعاً صديقاً للطبيعة يحقق حياة مستدامة، تغيير وجهات النظرأتيحت للمشاركين في المهرجان الذي استضاف 5 ورش عمل مختلفة لمدة يومين، فرصة تجربة عملية إعادة التدوير بشكل شخصي، حيث منحوا حياة ثانية للنفايات من خلال تصميم منتجات مختلفة تماماً مثل صناعة دبابيس أو أكياس من مواد النفايات.
وحصلوا أيضاً على معلومات حول مواضيع مثل التسميد وإعادة التدوير ومحو الأمية البيئية، وأعرب المشاركون في ورشات العمل الذين استمتعوا بدمج النفايات بالإبداع وأصبحوا على دراية بقضايا إعادة التدوير، عن تغيير وجهات نظرهم تجاه النفايات.
العمل مع الأطفال
تم كجزء من المهرجان تنظيم ورشة عمل حول إعادة التدوير للأطفال، بالتعاون مع شركة إسطنبول للإدارة البيئية والصناعة والتجارة.
وقام الأطفال بالتخلص من النفايات في ورشة العمل التي أعدها خبراء متخصصون، واستمتعوا بلعبة كرة السلة لإعادة التدوير، وحصلوا أيضاً على فرصة لالتقاط صورة مع عائلاتهم في منطقة التقاط الصور المعدة خصيصاً ليوم البيئة العالمي في 5 يونيو/حزيران.
كذلك تم تقديم مجموعة طلاء للأطفال كتذكار لمهرجان إعادة التدوير.
نحو حياة مستدامة
كما تم كجزء من المهرجان المصمم بإلهام من القوة التحويلية والشفائية للفن، مشاركة العديد من الفنانين الذين يساورهم القلق بشأن مشاكل الكوكب والمجتمع بعروضهم الحية، بما في ذلك بلال يلماز وإيلغين سايمن وغمزة إسكنازي وغيرهم، حيث أثبت المهرجان مرة أخرى كيف يلعب الفن دوراً رئيسياً في الوعي الاجتماعي والتحول.
وكانت الموضة أيضاً جزءاً من المهرجان حيث أطلق قسم تصميم الأزياء بجامعة حجي بيرم ولي في أنقرة "معرض الدورة البيئية المعياري" تحت شعار "استخدم ملابسك أكثر، وقلل من تلوث العالم"، وأطلق قسم تصميم المنسوجات والأزياء بجامعة بيلغة " معرض تصميم الوفرة ".
وحفزت التصاميم الإبداعية والمستدامة التي تم إعدادها من خلال تطوير حلول للمشاكل التي تواجه صناعة الأزياء، المشاركين للتساؤل عن علاقتهم بملابسهم مرة أخرى.العروض الملونةوكإحدى فقرات المهرجان صمم المهندس المعماري "أوغول أوزتونج" أول مسرح معاد تدويره في تركيا بهدف توليد قيمة من مواد النفايات. وتم جمع المنصات المستخدمة من جميع أنحاء اسطنبول وتمت تغطيتها بألواح من حاويات المشروبات الكرتونية المعاد تدويرها التي قدمتها شركة "Tetra Pak".
وأدت إحدى الفرق الموسيقية أغانيها على المسرح الفريد، كما أضافت إذاعة "فوياج" التي واصلت البث طوال فترة المهرجان أجواءً مميزة على الحدث.
وعبرت مُؤَسِّسَتا المهرجان أرزو أوزاري سيميز وشيبنام ألب ألكين لوسائل الإعلام المحلية بالقول:"نحن سعداء للغاية بشمولية المهرجان، وحقيقة أنه وصل إلى الناس من جميع الأعمار، وأننا تمكنا من نقل الرسائل التي أردنا نقلها عبر العديد من القنوات المختلفة".
وأضافتا:"إنه لمن دواعي السرور أن تكون المشاركة والتفاعل عالية في مثل هذا المهرجان حيث نعطي الأولوية للقوة التحويلية للفن وإعادة التدوير، كان هدفنا الأكبر في إدارة المهرجان هو إحداث تأثير اجتماعي، وفي نهاية هذا الأسبوع رأينا أننا نجحنا حقاً، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام الذي أبداه المشاركون بالتركيبات والعروض الفنية في منطقة المهرجان حفزنا كثيراً، نحن مصممتان على جعل المهرجان تقليدياً في السنوات القادمة، وسنواصل طريقنا من خلال زيادة التأثير بمشاريع مختلفة سنحققها في فترات معينة من العام".