افتتح في حمام "خسرو كتخدا" التاريخي في إسطنبول، معرض جديد يجمع الفنون وتاريخها مع علم الآثار والأنثروبولوجيا. ويُبرز المعرض الذي يقام تحت عنوان "خطوط الموقع"، المراحل التاريخية في "عاشقلي هويوك" القرية الأولى في بلاد الأناضول. وستستمر أبواب الحمام التاريخي الواقع في منطقة بيشكتاش، مفتوحةً لاستقبال ضيوف المعرض حتى 25 فبراير/شباط.
وتقع قرية "عاشقلي هويوك" في منطقة "غول أغاج" في ولاية أقسراي التركية، وهي أقدم قرية معروفة وسط الأناضول. ويعود تاريخ القرية إلى 10.500 عام، وهي موقع تنقيب يتيح تتبع كل مرحلة من مراحل التطور الحضري تقريباً ابتداءً من فترة الصيد والجمع إلى النظام الزراعي المستقر. وأظهرت الآثار أن أول إعجاز جراحي في تاريخ الطب بدأ من هذا المكان، عندما أجريت أول جراحة دماغية في العالم لامرأة شابة. كما تم تدجين الأغنام والماعز في هذه القرية لأول مرة في التاريخ.
وفي الوقت الذي تستمر فيه أعمال الحفر والتنقيب في القرية الأناضولية الأولى منذ 32 عاماً، بهدف اكتشاف كامل آثار المنطقة ومعالمها التي تلقي الضوء على حياة العصور الموغلة في القدم، تعمل جمعية أصدقاء "عاشقلي هويوك" على مشاركة ما يُكتشف فيها مع عالم الفن بهدف دعم الحفريات، وزيادة الاعتراف بالموقع والتأكد من احتضان التراث الثقافي وحمايته من قبل عامة الناس.
وكجزء من "مشروع الفن وعلم الآثار" الذي أطلقته الجمعية، وتم التخطيط له بالتعاون مع جامعة برشلونة المستقلة بإسبانيا وجامعة دندي باسكتلندا، وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، يجمع معرض "خطوط الموقع" أعمالاً لـ 13 فناناً في تخصصات مختلفة من تركيا وإنجلترا وإسبانيا والولايات المتحدة وكولومبيا.
ويتم في نطاق المعرض، تقديم الحياة في "عاشقلي هويوك" بطريقة تنقل التطورات الهامة في تاريخ البشرية. وتُظهر أعمال المعرض آثار تجارب الفنانين في موقع التنقيب التاريخي. ومن بين الفنانين الذين تشارك أعمالهم في المعرض "أوزغول أرسلان" و"إيفا بوش" و"شاهين دومان" و"ستيفن فارثينج" و"بلانكا مورينو" وغيرهم. كما ستلتقي الأعمال الفنية مع الجمهور في برشلونة بإسبانيا ودندي باسكتلندا على التوالي، بعد عرضها في إسطنبول.
وفي حديث له مع وسائل إعلام محلية، لخّص المقيم الفني للمعرض "فرات أراب أوغلو" الحدث بالقول:"تم تشكيل المعرض من خلال التواصل المستمر بين 13 فناناً من 5 دول مع أعمال التنقيب في عاشقلي هويوك. وظهرت الأعمال الفنية نتيجة لاستفسارات الفنانين الفكرية والفنية حول تاريخ القرية. وهذا المعرض الذي يجمع الأعمال المنتجة في مختلف التخصصات، هو نتيجة عامين من العمل. وهو يتضمن وجهات نظر الفنانين المحليين والدوليين، واستخدامهم لوسائل الإعلام المختلفة والأضواء، واهتماماتهم البحثية الفريدة. وبهذه الطريقة، يتم توثيق الحفريات والاكتشافات التاريخية من خلال الفن، وتعاود النتائج الظهور بمواضيع مختلفة".
أما أمين المعرض "غاري سانغستر" فعبر عن رأيه بالقول: "أعتقد أن المعرض سيوفر للجمهور تجربة مختلفة حيث سيكتشفون معاً تاريخ أقدم مستوطنة وسط الأناضول".