قطر.. أكثر من 1500 متسابق يتنافسون في مهرجان الصقور والصيد

وكالة الأناضول للأنباء
الدوحة
نشر في 28.01.2022 17:02
آخر تحديث في 28.01.2022 17:10
صورة أرشيفية صورة أرشيفية

في حلته السابعة يُنظم "مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد- مرمي" في سيلين بمدينة مسيعيد القطرية، والذي يعد إحدى المنافسات الدولية التي يشارك فيها أكثر من 1500 متسابق من دول مجلس التعاون الخليجي.

وتعد هواية الصيد بالصقور من الهوايات التراثية الخليجية المفضلة لدى جميع الفئات العمرية، فالصقر رمز من رموز العزة والقوة والتحدي، ولعل ذلك هو أحد أهم أسباب انتشار هذه الهواية في دول الخليج العربي.

وشكلت المسابقات الدولية والخليجية حافزاً كبيراً لارتفاع أسعار الصقور المشاركة، حيث تصل الفائزة منها إلى 500 ألف ريال قطري (أي 137 ألفا و350 دولار).

ويتميز المهرجان بالدعم اللامحدود، وقوة المنافسة، والحضور الجماهيري الكبير من مختلف الدول، لا سيما المشاركة الواسعة من جانب الصقارين في دول مجلس التعاون.

ويهدف المهرجان، الذي تقدر قيمة جوائزه بنحو مليون دولار أميركي ويحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، إلى الحفاظ على التراث الخليجي، وتعريف الأجيال الجديدة بهذا التراث.

ويحظى المهرجان بمشاركة واسعة من الصقارين، تقترب من ألفي متسابق سنوياً في مختلف البطولات التي يتضمنها، وأهمها هدد التحدي، والطلع، والدعو لمختلف الفئات، حتى أنه خصص للصقارين الواعدين والصغار بطولتين للمنافسة والتعرف إلى هذا العالم عن قرب.

وينظم المهرجان تحت رعاية الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وتنظمه جمعية القناص القطرية في الفترة بين 1 و29 يناير/ كانون الثاني الجاري.

يقول رئيس جمعية القناص القطرية ورئيس المهرجان علي بن خاتم المحشادي: "إن الإعداد لهذه المحطة السنوية المهمة التي ينتظرها الصقارون ومحبو الصيد التقليدي بفارغ الصبر استغرق فترة طويلة نظرا إلى أهمية المهرجان في المجتمع ومكانته لدى عشاق الصقارة".

وأكد المحشادي أن مهرجان مرمي الدولي يُعد مجالا خصبا من أجل الحفاظ على تراث الآباء والأجداد.

وأردف: "المنافسات قوية جدا، إذ فاز في المركز الأول بنهائي (السلوقي) فريق الشحانية، وحصل فريق قطري أيضًا على المركز الثاني، فيما نال فريق سعودي المركز الثالث".

ويقام شوط النخبة في الدعو بين المتأهلين الخمسة في فئات المحلي (فرخ حر، قرناس حر، وقرناش شاهين)، إضافة إلى المتأهلين الخمسة في شوطي الدولي لفئتي الحر (فرخ وقرناس وقرناس الشاهين).

ويشير المحشادي إلى أن مجموعتين ستتنافسان على نهائي سباق "هدد التحدي": الأولى مكونة من 34 طائرا، والثانية من 33 طائرا، لإجمالي 67 صقارا تأهلوا بجدارة، بحيث شهدت الأشواط منافسات نارية قوية جدًا، وحصل كلٌ منهم على 100 ألف ريال، فيما سيحصل الفائزون في النهائي على 100 ألف ريال أخرى وسيارات "ليكزس".

وأضاف: "إن ما يميز هذا المهرجان، مقارنة بالنسخ السابقة منه، أنها ستشهد أشواط المزاين، وهي مسابقة أجمل صقر، بحيث ستنظم السبت المقبل في ختام المهرجان.

وسيتم تتويج جميع الفائزين في بطولات المهرجان الميدانية، وهي بطولات هدد التحدي، الطلع، الصقار الصغير، الصقار الواعد، الدعو محلي بأشواطه المختلفة، بطولة الدعو الدولي، شوط النخبة (دعو)، ثم بطولة سباق السلوقي.

ولتعزيز هذا الموروث في نفوس الأجيال القطرية الناشئة، تعمل جمعية القناص القطرية على نشر هذه الثقافة كموروث شعبي لترويج هواية الصيد بالصقور، كهواية بشرية يحترمها الإنسان في كل مكان، عبر فعاليات كثيرة.

ونظمت جمعية القناص معسكر "معزاب القناص الصغير"، وهو أحد الفعاليات السنوية الموجهة نحو فئة الجيل الناشئ لتعزز في نفوس الأبناء القيم الروحية والتربوية وتعمّق فيهم ثقافة الأصالة بالموروث الشعبي وتقديرها.

كذلك تعمل الجمعية على توجيه الجيل الناشئ لاحترام العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وإكسابهم مهارات في التعامل مع معطيات التراث الشعبي في ممارسة هواية المقناص، باستخدام الصقور وركوب الخيل والإبل والتعامل مع السلوقي (كلب الصيد) كرفيق دائم للقناص ضمن معسكر "معزاب القناص الصغير".

وبحسب موقعها الإلكتروني، تخصص جمعية القناص القطرية جائزة لأفضل مقيض، وأفضل فكرة، وذلك تشجيعا للمحافظة على سلامة الصقر وصحّته وتوفير البيئة المناسبة أثناء مدة المقيض.

ومقيض الطيور هو المدة التي يقضيها الصقر لحين إنهاء تبديل ريشه القديم بريش جديد، إذ يحتاج الصقر في هذه الفترة إلى أن يكون أقرب ما يمكن إلى الحالة التي كان يعيشها عندما كان في بيئته البرية، وذلك من حيث المكان الذي يقضي فيه هذه المدة، وكذلك من حيث الغذاء الذي يتناوله في حجرة المقيض.

وتوارثت بلاد العرب وغيرها مهنة الصيد بالصقور وغيرها سعياً إلى الرزق منذ قديم الزمان، ولكن مع تطور الحياة البشرية أصبح هذا الموروث معرضاً للاندثار.

وسعت 11 دولة عربية وأجنبية إلى وضع الصقارة على قائمة "يونيسكو" للتراث الإنساني، بهدف تشجيع الدول على تبنّي استراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون هذا التراث، ومنح الصقارة المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام، الأمر الذي تحقق عام 2010.