معهد العالم العربي في باريس يقيم معرضاً عن تاريخ اليهود في العالم الإسلامي
- وكالة الأنباء الفرنسية, باريس
- Nov 23, 2021
ينظم معهد العالم العربي معرضاً ضخماً بعنوان "يهود الشرق، تاريخ يمتد آلاف السنين" في 24 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 13 آذار/مارس 2022، وهو الجزء الثالث من ثلاثية يخصصها معهد العالم العربي للديانات التوحيدية بعد "الحج إلى مكة" في 2014 و"مسيحيو الشرق: تاريخ يمتد ألفي عام" في 2017.
وقال المؤرخ بنجامان ستورا المسؤول عن المعرض لوكالة فرانس برس إن المعرض يهدف إلى إظهار أن "هذا التاريخ الطويل لا يختزل بقضية واحدة وبنزاع واحد (النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني) بل انه راسخ منذ مدة استثنائية".
وكتب ستورا في مقال عن المعرض أن الهدف لا يقوم على التوفيق بين الذين يعتبرون أن هذا التعايش بين اليهود والمسلمين "يجب أن يقدم فقط على انه مثال للتوافق والودية" وأولئك الذين "يصفونه بأنه سلسلة متعاقبة من النزاعات الرهيبة لا سيما بعد ظهور الحضارة الإسلامية"، مشددا في المقابل على أنه يهدف إلى "تحديد نقاط ارتكاز لا يمكن للعالم أن يكون قابلا للاستمرار" من دونها.
وقال: "عندما يُسأل المسلمون القدامى يؤكدون جميعا +عشنا التاريخ نفسه+، فاليهود والعرب تحدثوا معا اللغة العربية وكتبوا العربية في الفضاء العام والسياسي واستمر ذلك على مدى عشرة قرون".
وتروي 280 قطعة مصدرها متاحف دولية وفرنسية حياة الجماعات اليهودية من المغرب إلى العراق مرورا بتونس وسوريا، منها قطع أثرية ومخطوطات قديمة ولوحات وحلى وأزياء فضلا عن أوان طقسية وصور وموسيقى ومنشآت سمعية بصرية.
- "زمن المنفى":
وينقل المعرض الزائر من العصور القديمة إلى أيامنا هذه، منطلقا من أولى الروابط بين القبائل اليهودية في شبه الجزيرة العربية والنبي محمد، وصولا إلى ازدهار المراكز الحضرية اليهودية في المغرب العربي وفي ظل الامبراطورية العثمانية. ويعرج المعرض على بروز مفكرين يهود كبار في بغداد وفاس والقاهرة وقرطبة وصفد مرورا بخروج اليهود من العالم العربي.
ويبدأ مسار المعرض قبل الحقبة المسيحية عندما كان اليهود على مدى أكثر من ألف سنة يعيشون في بلاد كنعان. لكن مع القمع الروماني الذي تواصل حتى منتصف القرن الثاني، زاد الشتات اليهودي وغادرت مجموعات كبيرة منهم القدس حاملة معها لفائف التوراة. وشكلت عندها الجليل وبابل وسوريا ومصر أكبر أربعة مراكز لليهود وشهدت حيوية وتنوعا ثقافيا عاليين.
بين القرنين السابع والخامس عشر، كان غالبية اليهود تعيش في العالم الإسلامي وكانوا يعتمدون اللغة العربية بكل لهجاتها المحلية.
في ظل الحكم الإسلامي، أصبح اليهود والمسيحيون أهل ذمة، مع حماية قانونية واستقلالية إدارية وضريبية ودينية.
وينتهي المعرض على "زمن المنفى" ودور أوروبا في تدهور العلاقة بين اليهود والمسلمين ومحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية وقيام دولة إسرائيل في 1948 وبدء الحروب بين الدولة الناشئة والدول العربية.
وكان عدد اليهود في الدول العربية والمسلمة في المنطقة يرقى إلى المليون في مطلع القرن العشرين، لم يبق منهم اليوم سوى 30 ألفا في تركيا والمغرب وإيران خصوصا.