انطلقت فعاليات الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الأربعاء، بمشاركة دور نشر تركية عديدة وبعناوين جديدة تهدف إلى إيصال الأفكار والثقافة التركية الغنية والأصيلة إلى القارئ العربي الذي زاد شغفه مؤخراً بمعرفة كل ما يتعلق بتركيا من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية والسياحية، بسبب تنامي قدرة البلاد على إثبات وجودها السياسي والدبلوماسي وقوتها العسكرية الدفاعية وبصمتها الثقافية والريادية إقليمياً وعلى الساحة الدولية فضلاً عن الانتشار الواسع الذي حققته الدراما التلفزيونية التركية.
ويقام المعرض في الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "هناك دائماً كتاب مناسب".
ويشمل الحدث الذي يستمر 11 يوماً ورش عمل وعروضاً مسرحية وعروضاً للرقص والموسيقى، بالإضافة إلى محاضرات من قبل بعض الشخصيات الأدبية الرائدة في العالم مثل الروائي التنزاني الحائز على جائزة نوبل "عبد الرزاق جرنة"، الكاتب الهندي الحائز على جائزة "جنان بيث" التي تمثل أرفع وسام أدبي في الهند "أميتاف غوش" وغيرهم.
كما تتيح هذه التظاهرة الثقافية العملاقة الوصول إلى 15 مليون كتاب، إضافةً لكبار المؤلفين والمشاهير والطهاة وأنشطة عديدة ومتنوعة للأطفال.
وسبق افتتاح المعرض أعمال مؤتمر الناشرين الذي شاركت فيه كل من الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا واتحاد الناشرين الأتراك حيث بحث المؤتمر حقوق الترجمة وموضوعات حيوية تتعلق بشؤون الكاتب والناشر والقارئ وصناعة الكتاب.
وقد شاركت أكثر من 10 دور نشر تركية في المعرض بمواضيع تعكس التغيرات المستجدة في مجالات السياسة والثقافة وعموم النهضة التركية التي باتت في مركز اهتمام القارئ العربي، منها على سبيل المثال كتاب حول فكر وتجربة حزب العدالة والتنمية، من إصدار مركز الفكر الاستراتيجي في إسطنبول، وكتاب حول الأحزاب السياسية والتجربة الديمقراطية في تركيا بين عامي 2002-2018، إلى جانب كتب أخرى تتعلق بتحليل مضامين ومرتكزات القوة الناعمة في الدراما التاريخية التركية التي تعد اليوم من أهم وسائل التعريف بتاريخ تركيا وحاضرها وثقافتها وشعبها، من خلال انتشارها الواسع في معظم بلدان العالم، والنجاح الكبير الذي لاقته بعد ترجمة الأفلام والمسلسلات التركية إلى العديد من لغات العالم.
يذكر أن اتحاد الناشرين الأتراك، والجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، من أوائل مؤسسات المجتمع المدني التي لاحظت حاجة الشعوب العربية للتعرف على الثقافة التركية وتاريخ الحضارة العثمانية التي ضمت تحت لوائها كل البلاد العربية التي تشترك معها بالدين والفكر والجذور الاجتماعية، وكذلك حاجة الجاليات العربية والمسلمة إلى الكتاب الناطق بلغة الضاد التي نزل بها القرآن الكريم. لذلك حرصت لجنة العلاقات الخارجية في اتحاد الناشرين الأتراك على جمع الناشرين العرب في منصة تنظمهم وتساعدهم وتهتم بقضاياهم، فتم تأسيس منصة الناشرين العرب في تركيا وتمّ بعدها تأسيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي بتاريخ 15/05/2018.
فما هو الجديد في معرض هذا العام؟
يتميز معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذا العام بكتبه الصادرة من حوالي 1600 دار نشر والتي تشمل 1.3 مليون "كتاب فريد" من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 110.000 كتاب جديد. وتشارك في المعرض 9 دول للمرة الأولى هي: كولومبيا وجنوب السودان والكاميرون وكينيا وملاوي ورواندا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي.
كما يقوم المتطوعون من الشباب ومعظمهم من طلاب الجامعات الخبراء في القراءة والكتابة والنشر، بمساعدة الزائرين في اختيار الكتب التي يحبونها وإرشادهم إلى ماكينات الشراء الذاتي، عند مداخل الصالات لتسهيل عملية الشراء من خلال الدفع بالحصالات الرقمية.
كذلك أعدت إدارة المعرض تطبيق SIBF للهواتف الذكية الذي يتيح للمستخدمين الوصول إلى برامج المعرض، بما في ذلك الجلسات وورش العمل والعروض وقائمة الناشرين والكتب المعروضة. فضلاً عن أنه يمكّن المستخدمين من تخطيط جدول زمني وتلقي إشعارات حول توقيت الجلسات التي يرغبون في حضورها.
وتحل إسبانيا هذا العام بصفتها "ضيف الشرف" على الدورة الـ 40 من المعرض، حيث تقام عروض الأدب والثقافة الإسبانية في جناحها الذي يتربع على مساحة تبدو من أكبر مساحات العرض في المكان. ويتضمن البرنامج جلسة حوارية مع مؤلفي مسلسلات نيتفليكس الناجحة من أمثال "جافير غوميز سانتاندر" و"دييغو أفالوز" وغيرهم.
هذا ويعد معرض الشارقة للكتاب نقطة جذب كبيرة لهواة الأدب، إذ يستقطب أكثر من 2 مليون زائر و 1.600 دار نشر وطنية ودولية. وتغطي كتب المعرض مواضيع متنوعة بأكثر من 210 لغات، كما يحتوي المعرض على عروض طبخ حية لإعطاء الزوار فكرة حول مذاق وصنع الطعام العربي. ويقوم العديد من الآباء بإحضار أطفالهم لاختيار القصص التي قامت العديد من دور النشر العربية والتركية بترجمتها لتعرض عبر ومواعظ "نصر الدين هوجا" الذي يوافق شخصية "جحا" في الثقافة العربية، فضلاً عن حكم المثنوي للشاعر والفيلسوف جلال الدين الرومي، المصاغة بأسلوب مشوق وأخاذ والتي يؤكد مبيعها كثرة الطلب والإقبال عليها لأنها ممتعة وتعليمية وتحظى باهتمام الأبناء والآباء.