مع تفاقم أزمة البحر الأحمر.. المصدّرون يتجهون لخيارات الشحن الجوي

ديلي صباح ووكالات
لندن/ مدريد
نشر في 22.12.2023 21:17
سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها الحوثيون وهي تقترب من الميناء على البحر الأحمر قبالة محافظة الحديدة اليمنية صورة: AFP سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون وهي تقترب من الميناء على البحر الأحمر قبالة محافظة الحديدة اليمنية (صورة: AFP)

يسعى المصدرون جاهدين لإيجاد طرق جوية وبرية وبحرية بديلة لإيصال منتجات مختلفة، بما في ذلك الألعاب والملابس والشاي وقطع غيار السيارات، إلى تجار التجزئة مع انتشار الفوضى عبر سلاسل توريد الشحن في جميع أنحاء العالم، خلال موجة من الهجمات في البحر الأحمر.

وكثف الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران هجماتهم على السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، لإظهار الدعم لحماس رداً على الهجمات العشوائية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعطلت الهجمات طريقاً تجارياً رئيسياً يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وارتفعت تكاليف شحن الحاويات، إلى أكثر من 3 أضعاف في بعض الحالات، حيث تسعى الشركات إلى نقل البضائع عبر طرق محيطية أخرى، أطول في كثير من الأحيان.

وقالت "ستاندرد آند بورز غلوبال"، في تقرير لها، إنه إذا امتد أمد الاضطرابات، فإن قطاع السلع الاستهلاكية الذي يزود كبار تجار التجزئة في العالم مثل "وول مارت" و"إيكيا" سيواجه التأثير الأكبر.

من جانبه صرح آلان باير الرئيس التنفيذي لشركة "OL" الأمريكية، أن لديه فرق تقدم المشورة لعملاء الشحن والخدمات اللوجستية للاستعداد لمدة 90 يوماً على الأقل من الاضطرابات في البحر الأحمر.

وأضاف باير: "بسبب عطلة نهاية أسبوع عيد الميلاد، ستكون لدينا فترة هدوء من الآن وحتى الثاني من يناير/كانون الثاني، وبعد ذلك سيكون الجميع محمومين".

بدوره، قال "جان كلاين لاستويس" الرئيس التنفيذي لعمليات الشحن الجوي في شركة الشحن الألمانية الرائدة هيلمان وورلدوايد لوجيستيكس، إن بعض الشركات سريعة الحركة تحاول بالفعل التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط، والذي يمكن أن يشمل طريقتين أو أكثر من وسائل النقل.

وأشار إلى أن هيلمان شهدت زيادة في الطلب على الطرق الجوية والبحرية المشتركة للسلع الاستهلاكية مثل الملابس والإلكترونيات والمواد التقنية، ما يعني أن نقل البضائع سيتم أولاً عن طريق البحر إلى ميناء في دبي، ليصار إلى تحميلها على الطائرات.

وعلق للإعلام بالقول: "هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا".

طريق التجارة الرئيسي

وقال "كوري رانسلم" الرئيس التنفيذي لشركة "درياد غلوبال" البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، إن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنوياً، وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويعتمد تجار التجزئة في الولايات المتحدة، بما في ذلك Walmart وTarget وMacy's وNike، على البحر الأحمر، للحصول على سلع تتراوح بين الأغطية القطنية وفرش الأسنان الكهربائية من الهند إلى الأحذية من الصين وسريلانكا.

وقال رانسلم: "في ظل التهديد الممتد، ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا زيادة كبيرة بسبب زيادة تكاليف النقل حول أفريقيا، والتي من شأنها أن تضيف ما يقرب من 30 يوماً إلى زمن الشحن، اعتماداً على ميناء الوصول".

وقالت شركة تابعة لسلسلة متاجر Lidl الألمانية ذات الأسعار المخفضة، إنها تقوم بشحن البضائع حول كيب في الوقت الحالي، في مسعى منها للبقاء حول جدولها الزمني المقرر.

ولا تزال شركات الشحن في حالة جهل بشأن التحالف البحري الدولي الجديد الذي تقوم الولايات المتحدة بتجميعه، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وقال مصدر في صناعة الأزياء الإسبانية لرويترز إن خطوط الشحن تخبر العملاء أن هناك الكثير من الأشياء التي تركب على قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة، وما إذا كان بإمكانها منع المزيد من الهجمات وجعل الطريق آمناً مرة أخرى.

وأضاف المصدر الصناعي إنه من المهم أن تتمكن الشركات الأوروبية من استخدام قناة السويس مرة أخرى لضمان إمدادات الملابس من آسيا.

وتعاني قناة بنما من الجفاف الشديد الذي أدى إلى خفض عدد ممرات السفن التي تسمح بعبورها، بالإضافة إلى ذلك، هناك سباق لنقل البضائع قبل إغلاق المصانع في العام الصيني الجديد المقرر من 10 إلى 17 فبراير/ شباط، وهو ما يمكن أن يعطل الإمدادات لمدة شهر أو أكثر.

وفي الوقت نفسه، بدأ أصحاب سفن الحاويات الكبيرة في إضافة رسوم طارئة، على البضائع المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر.

كما أعلنت مجموعة الشحن الفرنسية CMA CGM لعملائها، عن رسوم قدرها 1575 دولاراً لكل حاوية 20 قدماً، و2700 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً، و3000 دولار للحاويات المبردة والمعدات الخاصة للبضائع المسافرة من وإلى موانئ البحر الأحمر.