مسؤول صربي: تركيا قوة إقليمية عظمى في البلقان

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 26.11.2023 10:20
سكرتير الدولة لشؤون وزارة الدفاع الصربية، نيمانيا ستاروفيتش صورة: الأناضول سكرتير الدولة لشؤون وزارة الدفاع الصربية، نيمانيا ستاروفيتش (صورة: الأناضول)

أكد سكرتير الدولة لشؤون وزارة الدفاع الصربية، نيمانيا ستاروفيتش، أهمية الدور التركي في البلقان، واصفًا تركيا بـ "القوة الإقليمية العظمى" ومشيراً إلى أنها "تضطلع بدور مهم بالنسبة لجميع شعوب البلقان".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة الأناضول في سفارة صربيا بالعاصمة التركية أنقرة، تناول خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبشأن أهمية الدور الذي تضطلع به تركيا في منطقة البلقان، قال ستاروفيتش إن "تركيا هي بالتأكيد أكبر وأقوى دولة في منطقة البلقان. وأود دائما التأكيد على أن تركيا هي القوة الإقليمية العظمى، وتضطلع بدور مهم بالنسبة لجميع شعوب البلقان".

وأضاف أن العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الصربي ألكسندر فوتشيتش "بناءة وإيجابية للغاية".

وأكد ستاروفيتش أن أردوغان وفوتشيتش، اللذين وصفهما بـ"الزعيمين العظيمين في أوروبا في القرن الحادي والعشرين"، لعبا دورا رئيسيا في تطوير العلاقات بين البلدين.

كما لفت إلى أن "تركيا وصربيا حققتا نجاحا كبيرا في المجال الاقتصادي في السنوات الأخيرة، فهناك العديد من الاستثمارات التركية في صربيا، وحجم التبادل التجاري بين البلدين يزاداد عامًا بعد آخر".

** التعاون الدفاعي

وشدد ستاروفيتش على "أهمية توسيع التعاون بين تركيا وصربيا ليشمل مختلف المجالات"، مثمنًا "بشكل عالي" المحادثات التي أجراها مع مسؤولين الأتراك في أنقرة بهذا الخصوص.

وأوضح أن التعاون الدفاعي بين البلدين "ليس كافيا"، مشيرا لـ"إمكانات أكبر" يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، تم مناقشتها خلال المحادثات التي أجراها مع وزير الدفاع التركي يشار غولر، بالعاصمة الصربية بلغراد.

وأشار ستاروفيتش إلى أن "التعاون مع تركيا في مجالي الاقتصاد والدفاع يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لصربيا"، موضحا أن "البلدين قادران على الاستفادة من الإمكانات المشتركة وتبادل الخبرات".

ونوه المسؤول الصربي إلى أن بلاده "تهتم عن كثب بالمنتجات التركية في مجال الدفاع"، قائلا إن "العلاقات الثنائية بين البلدين تمتلك ديناميكيات جيدة للغاية، وحققت زخمًا إيجابيًا خلال السنوات الماضية".

وأضاف: "نعقد حاليًا مع النظراء في تركيا اجتماعا أمنيا ودفاعيا رفيع المستوى مرة واحدة شهريا، ما يبعث في نفوسنا الأمل نحو المزيد من التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية إضافة إلى السياسة والاقتصاد".

دور تركي هام

وشدد ستاروفيتش على أن "تركيا وصربيا تضطلعان بمسؤوليات خاصة للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة البلقان".

وقال: "تركيا هي بالتأكيد أكبر وأقوى دولة في البلقان. وأود دائمًا التأكيد على أن تركيا هي القوة الإقليمية العظمى وتضطلع بدور هام لجميع شعوب البلقان".

وأوضح ستاروفيتش أن "صربيا تتمتع بمكانة مهمة في المنطقة بسبب موقعها الجغرافي، لهذا السبب أعتقد أن الدولتين، إحداهما أكبر وأقوى دولة في المنطقة والأخرى تتمتع بموقع مركزي، تتحملان مسؤولية خاصة للحفاظ على السلام والاستقرار في البلقان".

وأشار أيضا إلى "أهمية العلاقات الجيدة والبناءة بين أنقرة وبلغراد من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في البلقان".

وقال: "لقد نجحنا حتى الآن في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ونحن قادرين على المضي قدمًا في هذا الطريق من خلال مواصلة مسيرة الالتزام المتبادل".

ولفت ستاروفيتش إلى أن "تركيا وصربيا تتبنيان مواقف متبادلة حيال بعض الملفات، وهذا وضع طبيعي بين دولتين ذات سيادة".

وأضاف: "نحن لا نخفي خلافاتنا ويمكننا مناقشتها بطريقة صريحة ومنفتحة وودية للغاية. ولكن أود التأكيد أيضًا على أن ما يربطنا أو يجمعنا معًا هو أكثر أهمية بكثير من أي خلافات سياسية".

قضية كوسوفو

وبخصوص الملفات الخلافية بين تركيا وصربيا، أشار ستاروفيتش إلى أن البلدين لديهما وجهات نظر مختلفة بشأن قضية كوسوفو.

وقال ستاروفيتش إن "قضية كوسوفو مثيرة للجدل ليس فقط بين تركيا وصربيا، ولكن أيضًا بين صربيا والعديد من الدول، وخاصة أعضاء الاتحاد الأوروبي".

وشدد على أن "تركيا تبذل جهودا لتخفيف المخاوف الأمنية الناشئة عن هذا الصراع السياسي الذي لم يتم حله".

وتابع: "نحن ندرك أن تركيا تحاول جاهدة العمل مع الأطراف في المنطقة كشريك بناء".

وأشار ستاروفيتش إلى أن "تركيا ساهمت وبشكل فعّال، في إنجاز اتفاقية الطاقة الموقعة بين بلغراد وبريشتينا (عاصمة كوسوفو) العام الماضي".

وأردف: "أعتقد أن تصميم تركيا على الحفاظ على السلام والاستقرار في البلقان، وتقديم مساهمات بناءة في إطار السلام الاجتماعي والمفاوضات سيستمر في المستقبل أيضًا".