حذرت الأرصاد الجوية السويسرية، اليوم الإثنين، من ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاعات قياسية منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في سويسرا منذ ما يقرب من 70 عاما، بما ينذر بخطر ذوبان أنهار الجليد.
وقالت الأرصاد السويسرية إن مستوى درجة الحرارة الصفرية وصل إلى 5298 مترا فوق مستوى سطح البحر في سويسرا بين ليل الأحد إلى صباح الاثنين. وشهدت جميع قمم جبال الألب السويسرية المغطاة بالثلوج - أعلاها قمة مونتي روزا التي يبلغ ارتفاعها 4634 مترا - درجات حرارة أعلى من المستوى الذي يتجمد فيه الماء ويتحول إلى جليد، ما يزيد من احتمالات ذوبان الجليد.
وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية، بناء على قراءات من مناطيد الطقس، تأثر جبل مون بلان، أعلى جبل في أوروبا على طول الحدود الإيطالية- الفرنسية على ارتفاع حوالي 4809 مترا.
تجاوز الارتفاع الجديد الرقم القياسي السابق المسجل في يوليو/ تموز 2022، وهو العام الذي يقول الخبراء إنه أحدث تأثيرا مدمرا للأنهار الجليدية في سويسرا. وبدأ رصد قراءات الصفر على الارتفاعات منذ عام 1954.
وقالت خدمة ميتو سويس على موقعها على الإنترنت "إن إعصارا قويا للغاية وهواء دافئا من أصل شبه استوائي يضمنان حاليا طقسا حارا في جميع أنحاء البلاد"، مضيفة أن العديد من محطات القياس في سويسرا سجلت أرقاما قياسية جديدة لدرجات الحرارة في النصف الثاني من شهر أغسطس/ آب.
قال ميخائيل شفيندر، عالم المقاييس في متيو سويس، إن هذه هي المرة الثالثة فقط التي يتم فيها رصد مثل هذه القراءات فوق 5000 متر - وإن المستوى كان في الأغلب ما بين 3500 إلى 4000 متر في الصيف العادي.
قال دانيال فارينوتي، عالم الجليد في الجامعة التقنية الفيدرالية في زيوريخ "في ظل درجة حرارة صفر على ارتفاع يتجاوز 5000 متر (فوق مستوى سطح البحر)، تبدو جميع الأنهار الجليدية في جبال الألب معرضة للذوبان - حتى في أعلى ارتفاعاتها. مثل هذه الأحداث نادرة وتضر بصحة الأنهار الجليدية، لأنها تعيش من الثلج المتراكم على ارتفاعات عالية."
وأضاف "إذا استمرت مثل هذه الظروف على المدى الطويل، فمن المقرر أن نفقد الأنهار الجليدية بشكل لا رجعة فيه".
وجدت دراسة سويسرية العام الماضي أن الأنهار الجليدية التي يبلغ تعدادها 1400 نهر - وهي الأكثر عددا في أوروبا - فقدت أكثر من نصف حجمها الإجمالي منذ أوائل الثلاثينيات، بما في ذلك انخفاض بنسبة 12 في المائة خلال السنوات الست السابقة وحدها.