أعلنت السلطات الروسية إفشال محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين وذلك بإسقاط طائرتين مسيّرتين استهدفتا القصر الرئاسي في موسكو.
وأوضح الكرملين في بيان "استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين" واصفاً العملية بأنها "عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية".
وأضاف أن الهجوم جرى ليل الثلاثاء الأربعاء.
وأكدت الرئاسة الروسية أن حُطام المسيّرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحدا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو الأربعاء، مؤكدا أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مخطط له.
على صعيد متصل، أعلن رئيس بلدية موسكو حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية.
وقال سيرغي سوبيانين في بيان إن تحليق المسيّرات محظور ما لم يتم الحصول على تصريح خاص من "السلطات الحكومية".
يأتي ذلك فيما ازدادت الهجمات وأعمال "التخريب" في روسيا في الأيام الأخيرة، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية.
الإثنين والثلاثاء، تسببت "عبوات ناسفة" في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 شباط/فبراير 2022.
والاثنين أيضا، وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنوب سانت بطرسبرغ (شمال غرب) جراء عبوة ناسفة، وفقا لأجهزة الأمن الروسية التي فتحت تحقيقا في "عمل تخريبي".
وليل الثلاثاء الأربعاء، التهم حريق مستودعاً للوقود في قرية روسية واقعة قرب شبه جزيرة القرم، وذلك قبل أن يعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي "إف إسي بي" الأربعاء أنّه فكّك شبكة أوكرانية خطّطت لتنفيذ أعمال "إرهابية وتخريبية" في القرم.
ونهاية الأسبوع الماضي، تعرّض مستودع نفط في شبه جزيرة القرم أيضا لهجوم بطائرة مسيّرة، فيما أسفر هجوم صاروخي على قرية روسية في منطقة بريانسك الحدودية عن مقتل أربعة أشخاص.
والثلاثاء، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "نظام كييف الذي يقف وراء عدد من هذه الهجمات والتفجيرات، يخطّط للاستمرار في هذا المسار" مؤكدا أن أجهزة الأمن الروسية تقوم "بما هو ضروري" لحماية السكان.
ورغم أن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها عن أي من هذه الهجمات، يأتي تكثفها في وقت تؤكد كييف أنها أكملت استعداداتها للهجوم المضاد الذي تتحدث عنه منذ أسابيع.
- احتفالات حيوية
في هذا السياق، ألغت العديد من المدن الروسية احتفالات "يوم النصر" التقليدية التي تنظم يوم 9 أيار/مايو في مناسبة هزيمة ألمانيا النازية في العام 1945.
وحتى الآن، لم يُلغَ العرض العسكري الكبير الذي ينظّم في الساحة الحمراء في موسكو، وهو الحدث الرئيسي لهذا اليوم. وبالنسبة إلى السلطات، يتمثّل التحدي في ضمان حدوثه دون عوائق.
وقال أندريه كوليسنيكوف من مركز كارنيغي للبحوث "الحوادث (خلال هذه المناسبات) غير مرغوب فيها لأنها تقف في طريق تحقيق أهداف الدعاية وتقلل من الشعور بالأمن".
وعادة ما تكون هذه العروض العسكرية التي يحضرها آلاف المتفرجين، واحدا من المواعيد السنوية الرئيسية لنظام فلاديمير بوتين.
ومنذ وصوله إلى السلطة، أسس بوتين ثقافة النصر لعام 1945 لشحذ المشاعر الوطنية وتعزيز شرعيته من خلال تقديم نفسه على أنه وريث القوة السوفياتية.
وقال كوليسنيكوف "إنه الأمر الوحيد الذي يوحّد الأمة... تضاعفت أهمية هذا الاحتفال الآن، لأنه من المهم بالنسبة إلى بوتين أن يزرع لدى العامة فكرة بسيطة لكن مجنونة، بأن العملية الخاصة (في أوكرانيا) هي امتداد" للحرب ضد أدولف هتلر.
- توغل
منذ إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، استُهدفت الأراضي الروسية بشكل متكرر بطائرات مسيّرة تحطم بعضها في منطقة موسكو.
في آذار/مارس، أثار توغّل مسلّحين من أوكرانيا إلى منطقة بريانسك صدمة وبدّد الشعور باستحالة انتهاك الحدود.
ومع تعرض مراكز تجنيد وخطوط سكك حديد للهجوم، تلاحق السلطات مخرّبين محتملين.
وعزّزت موسكو ترسانتها القانونية ضد "التخريب" الذي يعاقب عليه الآن بأحكام سجن مشددة.
ومنذ الخريف، أوقف أكثر من 65 شخصا، ثلثهم من القاصرين، في حوالى 20 منطقة روسية بعد اتهامهم بتخريب سكك حديد وفق إحصاءات أعدتها وسيلة الإعلام المستقلة "ميديزونا" ونشرتها منتصف نيسان/أبريل.
بالنسبة إلى أندريه كوليسنيكوف، تحاول السلطات الروسية أيضا "التخفيف" من تداعيات التخريب المنسوب إلى كييف والتوعد بالرد. وأوضح "هناك دائما إجابة: الصواريخ" في إشارة إلى موجات القصف الروسي في أوكرانيا.