دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قبرص الرومية إلى وقف "المعاملة الوحشية" مع طالبي اللجوء القادمين من لبنان عبر البحر.
جاء ذلك في بيان للمنظمة الحقوقية الدولية، الثلاثاء، طالبت فيه المنظمة سلطات قبرص الرومية "بإنقاذ قوارب المهاجرين من لبنان التي تواجه محنة، وأن تأمر قواتها الأمنية بالتوقّف عن تعريض الأرواح للخطر من خلال مناوراتها مثل التحويم بسرعات عالية حول القوارب".
وأوضحت أن قوات خفر السواحل القبرصية الرومية اعترضت أكثر من 200 مهاجر ولاجئ وطالب لجوء قادمين من لبنان، خلال الأسبوع الأّول من سبتمبر/أيلول الجاري، دون منحهم فرصة التقدّم بطلبات اللجوء.
وطالبت المنظمة السلطات القضائية هناك باجراء تحقيق "شفاف ودقيق وحيادي"، في مزاعم تورّط عناصر خفر السواحل القبرصية الرومية في أعمال عرّضت حياة وسلامة المهاجرين وطالبي اللجوء للخطر.
ودعت المنظمة المفوضية الأوروبية إلى "الضغط على الحكومة القبرصية (الرومية) لاحترام الحقّ في التماس اللجوء، ومبدأ عدم الإعادة القسرية، بما يتماشى مع القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي".
وأوردت "هيومن رايتس ووتش" في بيانها مقابلات مع أشخاص قالوا إنّه "تمّ تجاهل طلبات اللجوء التي تقّدموا بها، وفي بعض الحالات، تعرّضوا للضرب على يَد عناصر الشرطة البحرية القبرصية (الرومية)".
وقالوا إنهم طالبوا السلطات القبرصية الرومية بعدم إعادتهم إلى لبنان، "حتى أن بعضهم طلب اللجوء بوضوح، لكن لم يُسمح لأيّ منهم بالتقدّم بطلبات لجوء على الإطلاق".
ونقل بيان المنظمة عن بيل فريليك، مدير قسم حقوق اللاجئين فيها، تحذيره من هجرة اللبنانيين عبر قوارب والتماس اللجوء للاتحاد الأوروبي يعد "مؤشرا على خطورة الأزمة في البلاد".
ودعا البيان سلطات قبرص الرومية إلى النظر في طلبات حمايتهم بالكامل، "بدلا من التغاضي عن التزاماتها في إنقاذ القوارب التي تواجه محنة".
وأشار البيان إلى ممارسات تعرضت لها قوارب المهاجرين من قبل خفر السواحل القبرصي الرومي؛ مما تسبب بأضرار أو إصابات في صفوف المهاجرين اللبنانيين غير النظاميين.
ويشهد لبنان مؤخرا حركة هجرة غير نظامية عبر البحر إلى قبرص الرومية بهدف الانتقال منها إلى أوروبا.
وأعادت إدارة قبرص الرومية، الشهر الجاري، حوالي 115 طالب لجوء وصلوا إليها من لبنان.
