تعتمد معظم المساجد في عموم أوروبا على التبرعات التي تجمعها في صلاة الجمعة. وهي اليوم تواجه تهديداً بالإفلاس بسبب إغلاقها وتوقف الصلوات فيها بعد تفشي الوباء العالمي، الأمر الذي جرّدها من مصدر دخلها الوحيد، والذي يصل ذروته خلال شهر رمضان الذي يبدأ هذا الأسبوع.
وقد أطلقت بعض مساجد ألمانيا بعد خمسة أسابيع من الإغلاق، مناشدات عبر الإنترنت تحث أعضاء الجالية المسلمة على التبرع عبر التحويلات المصرفية.
لكن الإمام "محمد طه صبري"، الذي يدير مسجد "دار السلام" في حي "نويكولن" في برلين، قال إن حملة التبرعات عبر الإنترنت لم تعد سوى بالقليل من الأموال.
وقال من مسجده الفارغ إن "المساجد تمر بأزمة كبيرة"، كما باتت تعليمات النظافة وغسل اليدين تُعرض على لافتات محاذية لآيات من القرآن الكريم. وأضاف:"أعتقد أن بعض المساجد ستضطر إلى الإغلاق، وخاصة تلك التي يجب عليها دفع الإيجار".
وبالرغم من أن ألمانيا سمحت الآن لبعض الطلاب بالعودة إلى المدارس، وكذلك لبعض الشركات بمواصلة العمل. إلا أن المساجد والكنائس والمعابد اليهودية يجب أن تظل مغلقة.
كما يتعين على المساجد أن تمول نفسها لأنها لا تستفيد من مئات الملايين من اليوروات التي تمنحها الدولة للكنائس المسيحية.
وكان المجلس الإسلامي في البلاد، والذي يضم 400 مسجد، قد حثَّ الحكومة على تقديم مساعدات مالية للمساجد، محذرا من أن العديد منها يواجه الإفلاس لأن الإغلاق سيستمر حتى شهر رمضان المبارك، الذي عادة ما يكون وقتاً هاماً وفعالاً لجمع التبرعات.
وفي بريطانيا قالت الهيئات التي تدير المساجد أيضاً إن الإغلاق أفقدهم مصدر التمويل الرئيسي الذي توفره تبرعات المصلين.
وقال "صبري"، الذي يحتاج مسجده إلى 7000 يورو شهرياً لدفع فواتيره:"نغطي حوالي نصف إلى ثلثي نفقاتنا من التبرعات التي تقدم خلال شهر رمضان". "لسوء الحظ، سيكون شهر رمضان هذا العام صعباً".
ويأمل "صبري" أن يغير المتبرعون الطريقة التي يقدمون بها المال ويجعلونها حوالات مصرفية بدلاً من النقود بسبب الحظر.
واضاف:"الأمر لا يعود إلى أنهم لا يريدون التبرع. إنهم بحاجة إلى الوقت، ويجب تشجيعهم على الانتقال من التبرع النقدي في المسجد خلال صلاة الجمعة إلى التبرع عن طريق التحويل المصرفي".
أما المغترب السوري "حمزة سويد"، الذي كان يصلي في المسجد قبل أن تغلق أبوابه، فقال إنه لم يفاجأ بأن جمع التبرعات عبر الإنترنت لم يأت بنتيجة جيدة.
وأوضح:"عندما تكون في المسجد، ترى جارك يضع 5 يورو في صندوق التبرعات وتشعر أنه يجب عليك أن تتبرع بشيء أيضاً. لذلك ينتهي الجميع بالتبرع بمبالغ متفاوتة". "أما عندما تصلي في المنزل فلا يوجد مثل هذا التحفيز التلقائي".