نظم الآلاف من ناشطي "الأوشحة الحمراء"، الأحد، مسيرة في العاصمة الفرنسية باريس، تنديدا بما اعتبره "أعمال عنف" يرتكبها أصحاب "السترات الصفراء" في البلاد.
وانطلق أكثر من 10 آلاف شخص من "الأوشحة الحمراء" من ساحة الأمة إلى ساحة الباستيل، مرددين هتافات ضد "السترات الصفراء" التي تنظم مظاهراتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ احتجاجا على سوء أوضاعهم المعيشية.
وحمل متظاهرو "الأوشحة الحمراء" لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "أحب الجمهورية" و"لا للعنف" و"كفى".
ولدى وصولهم إلى ساحة الباستيل، تقابل المتظاهرون مع قرابة 50 متظاهرا من أصحاب "الستراء الصفراء"، دون وقوع أعمال شغب بين الطرفين.
وقال لوران سولي، الذي يقود المسيرة في تصريح صحفي، إن "الأوشحة الحمراء" تتفهم غضب "السترات الصفراء"، وتقر بشرعية مطالبهم.
إلا أن "سولي" أدان أعمال العنف التي تقوم بها حركة "السترات الصفراء"، لدى التعبير عن مطالبها.
من ناحيته، قال رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ريتشارد فيران، في حديث مع إذاعة "آر تي إل"، إنه لم يشارك في مسيرة "الأوشحة الحمراء"، لكنه أكد أنه يتعاطف معهم.
وأشار فيران إلى أن المسيرة مهمة للإشارة إلى أن هناك وجهات نظر أخرى خارج نطاق الرسالة التي يبثها أصحاب "السترات الصفراء" منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ودعا أعضاء حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي أسسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى دعم ناشطي "الأوشحة الحمراء".
وذكر مراسل الأناضول أن عددا من نواب "الجمهورية إلى الأمام" دعموا "الأوشحة الحمراء" عبر المشاركة بالمسيرة.
وشارك في المسيرة 10 آلاف و500 شخصا، وفق مديرية شرطة باريس.
وحسب بيان نيابة باريس العامة، أوقفت الشرطة الفرنسية 59 شخصا في احتجاجات "السترات الصفراء"، السبت.
وفي سياق آخر، شهدت باريس مظاهرة شارك فيها الآلاف احتجاجا على سياسات الحكومة تجاه تغير المناخ.
واجتمع 8 آلاف و500 متظاهرا في ساحة الجمهورية في باريس، منددين بسياسات حكومة ماكرون في هذا الإطار.
ومنذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انطلقت احتجاجات "السترات الصفراء" بفرنسا، تنديدا بارتفاع الضرائب على الوقود.
ورغم إلغاء الحكومة للزيادات المقررة في أسعار الوقود، إلا أن وتيرة الاحتجاجات لم تهدأ، واستمرت لعدة أسابيع لكن بكثافة أقل، وبسقف مطالب بلغ حد المناداة برحيل الرئيس إيمانويل ماكرون.
إلا أن السلطات الفرنسية أحصت 84 ألف متظاهر في آخر أسبوعين؛ حيث استعادت حركة السترات زخمها بعد عطل عيد الميلاد ورأس السنة.