بوتين في باريس.. ماكرون لم يجامل ضيفه أبداً

ماكرون وبوتين في قصر فرساي (EPA)

قام الرئيس الروسي بوتين أمس بزيارة إلى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي الشاب ماكرون. مناسبة الدعوة هي افتتاح معرض بمناسبة مرور 300 عام على زيارة القيصر بطرس الأكبر إلى فرنسا عام 1717 وبدء العلاقات الروسية الفرنسية.

لقاء الرجلين لم يكن سهلاً؛ ففي حين بدا الرئيس الفرنسي واثقاً من نفسه ومنفتحاً، بدا الرئيس الروسي متوتراً فثمة عدد من الخلافات بين الجانبين حول ملفي أوكرانيا وسوريا وحقوق الإنسان بل هناك آثار للاتهامات التي وجهت إلى روسيا بتدخلها في الانتخابات الفرنسية علاوة على استقبال بوتين لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن المعادية للاتحاد الأوروبي والتي خسرت أمام ماكرون في الدورة الثانية وقد اضطر بوتين إلى تبرير استقباله لها.

ولإقامة علاقة شخصية كان لا بد لكل واحد منهما أن يخطو خطوة باتجاه الآخر. وكان ماكرون أكد خلال حملته "أنه ليس من المنبهرين بفلاديمير بوتين" مشددا على أنه لا يشاطره "القيم" نفسها.

أما بوتين، فقد حض في رسالة التهنئة التي وجهها إلى نظيره الفرنسي غداة انتخابه في السابع من أيار/مايو، ماكرون على "تجاوز الحذر المتبادل".

كذلك، سيحاول الرئيسان تدوير الزوايا بعد الحملة الرئاسية الفرنسية التي تخللتها شبهات عن القرصنة المعلوماتية التي تعرضت لها الحركة السياسية للمرشح الوسطي ونسبت إلى جهات روسية.

وفي النهاية، لم يتطرق الرئيسان إلى الأمر وقال بوتين بهذا الصدد: "لم نتطرق إلى هذا المسألة التي من جهتي لا أعتبر أنها موجودة".

على صعيد الملف السوري، يعتبر ماكرون أن استبعاد الغربيين في هذا الملف لصالح عملية وقف لإطلاق النار في سوريا برعاية روسيا وإيران وتركيا، "هزيمة" للأوروبيين. وأوضح ماكرون أنه يؤيد "الانتقال الديمقراطي" في سوريا و"لكن مع الحفاظ على الدولة السورية"، لأن "الدول الفاشلة في المنطقة تشكل تهديدا لديمقراطياتنا". وقال إنه لا بد من "النقاش مع كل الأطراف (...) بمن فيهم ممثلون عن بشار الأسد"، موضحا أن إعادة فتح السفارة سوريا "ليس أولوية".

هذا مع التشديد أمام الرئيس الروسي والحليف الكبير للنظام السوري أن فرنسا لن تتساهل مع أي استخدام للسلاح الكيماوي بعد الآن.

وتابع ماكرون: "همي الأساسي هو الاتفاق على خريطة طريق دبلوماسية وسياسية واضحة تتيح بناء السلام وترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة، في نفس الوقت الذي نقوم فيه باستئصال الإرهابيين".

وزاد التوتر عندما سأل صحفي روسي الرئيس الفرنسي حول قراره بطرد وسيلتي إعلام روسيتين مقربتين من الكرملين، هما سبونتيك وروسيا اليوم، من حملته الانتخابية، إذ لم يتردد ماكرون في توجيه النقد اللاذع أمام أعين بوتين، فقال: "دعونا نقول الأشياء كما هي. الحقيقة أن سبونتيك وروسيا اليوم لم تتصرفا كمؤسسات صحفية وصحفيين بل كأجهزة نفوذ ودعاية، ودعاية كاذبة أيضاً، لا أكثر ولا أقل". وأضاف: "وعندما تقوم وسائل إعلام بنشر أكاذيب مشينة، فهي لم تعد صحفية".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.