قبل أسبوع واحد من الانتخابات.. الحيرة والتردد يسيطران على الناخبين الفرنسيين
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Apr 17, 2017
ما زال حوالى ثلث الفرنسيين مترددين وحائرين ما بين المرشحين للرئاسة، قبل أسبوع من الدورة الأولى من الانتخابات، حيث تسود أجواء خيبة أمل حيال المرشحين والحملة التي قطعتها الكثير من الفضائح.
ويقول مارك جورينا (34 عاما)، من سكان متز (شرق): "أعرف الذين لن أمنحهم صوتي، لكنني لا أعرف لمن سأعطيه"، ويبدي صدمته إزاء الفضائح التي تخللت الحملة لا سيما قضية الوظائف الوهمية التي لطخت صورة المرشح المحافظ فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. وقال مستنكرا "لو أن الأمر في أي بلد آخر، لكانوا انسحبوا" من السباق الرئاسي.
وأوضح أنه ضد لوبن المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو غير مقتنع في المقابل بتعديل المؤسسات الذي يدعو إليه ممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، ولا "بغسل الأدمغة" الذي يمارسه برأيه الوسطي إيمانويل ماكرون.
أما الخبير السياسي ريشار كلاينشماغر فيقول إن "هذه الانتخابات خارجة عن الأنماط المعتادة فقد شهدت الحملة قضايا بلبلتها. الوضع بات أكثر تعقيدا من أن يساهم في تعبئة الناس".
ومع تردد الناخبين الكبير في الاختيار يزداد الغموض المحيط بنتائج الانتخابات، في وقت تشتد المنافسة فيه بين أربعة مرشحين رئيسيين هم لوبن وماكرون وميلانشون وفيون، مع تفاوت التأييد لهم ما بين 19 و23% من نوايا الأصوات في الدورة الأولى.
فابريس بلانشار (41 عاما) الذي يعمل وسيطاً تجارياً في منقطة لورين يقول: "المسألة غير واضحة بنظري"، ويعرب عن حيرته رغم تأييده الدائم "لليسار" حتى الآن. ويقول "بالنسبة إلى ماكرون، لا نعرف إن كان من اليمين أو اليسار". أما المرشح الاشتراكي بونوا آمون، "فهو، رغم كل شيء، من الحكومة المنتهية ولايتها" التي تدنت شعبيتها إلى مستويات منخفضة جدا لدى قسم من الناخبين اليساريين منذ انعطافتها الليبرالية عام 2014.
ويواجه بيار (28 عاما) الذي التقته فرانس برس في منطقة رين (غرب)، الصعوبات ذاتها. ويقول الناخب الذي صوت لصالح نيكولا ساركوزي (يمين) عام 2012، إنه يميل لتأييد ماكرون، أصغر المرشحين سنا (39 عاما) "لأنه شاب"، لكنه "غير واثق تماما بعد، لأننا لا نعرف حقا إن كان من اليمين أو اليسار". بينما تبدي جانيت (77 عاما)، الاستاذة المتقاعدة في رين، خيبتها وتقول "أنا اشتراكية، لكنني لا أحب آمون. لا أدري إن كنت سأذهب حتى للإدلاء بصوتي".
ويشير كلاينشماغر إلى: "أبرز ما في هذه الانتخابات هو عدد المترددين. ناخبو الحزبين الأكبرين في موقع هش جداً".
وأضاف: "يمكن معاينة ذلك في الألزاس، المعقل التقليدي لليمين، إنما أيضا في فوج ولورين، حيث تزيد عملية تحول الاقتصاد من صعوبة إضفاء صدقية على برامج الأحزاب التقليدية".
وقالت فرنسواز (54 عاما) وهي ابنة رئيس بلدية سابق في بلدة بشرق فرنسا "لست أدري لصالح من سأصوت، هذه أول مرة يحصل لي ذلك"، موضحة رغم كل شيء أنها ستصوت "على الأرجح لليمين". وتقول "أقابل الكثير من اليمينيين الذين لا يعرفون لمن سيصوتون" وكانت اختارت آلان جوبيه في الانتخابات التمهيدية وكان من الممكن أن تمنح صوتها لفيون "لو لم يتم الكشف عن تلك المسائل".
وتؤكد أن "النزاهة في الحياة والسياسة أمر لا بد منه. والدي كان رئيس بلدية، وعندما أقوم بتصوير ثلاث أوراق على الآلة الناسخة في البلدية، كان يخرج محفظته ليدفع ثمنها. ومن ثم، حين نرى عائلة فيون... هذه المسائل كان لها وقع شديد علي".
وتبدي مارتين (55 عاما) الناخبة من بروتان، خيبة الأمل ذاتها قائلة "في بادئ الأمر كنت أؤيد فيون، لكن ليس الآن، مع القضايا التي لحقت به. الأمر مخيب جداً.
ويحذر الخبير السياسي كلاينشماغر بأن "الخطر هو حين لا نعود نعرف ما الذي يمكننا التمسك به، عندها نقطع ورقة يانصيب ونحن نقول لأنفسنا لم لا؟. وبطاقة اليانصيب هنا هي مارين لوبن".