فقد كانت بورنهيلد بومسل، خلال الحرب العالمية الثانية، واحدة من ستة سكرتيرات في مكتب غوبلز، وزير الدعاية النازي في عهد هتلر.
هذه السيدة، وعمرها اليوم 105 سنوات، قررت أن تتحدث عن أحداث ذلك الوقت في فيلم وثائقي مدته 30 ساعة وهو تجميع لحوارات معها، عرض مؤخراً في مهرجان ميونيخ السينمائي.
ولكن لماذا الآن؟ تجيب السكرتيرة: "لأنه لم يبق لي الكثير من الوقت في هذه الحياة (...) ولأنه من المهم لي أن أنظر إلى نفسي في المرآة وأرى ماذا فعلت في حياتي".
سنة 1942، كان عمرها 31 عاماً، وكانت تعمل في الإذاعة. وعندما سنحت لها فرصة العمل في وزارة الدعاية، شعرت "بالفخر". وكان العمل بالنسبة لها في آلة البروباغاندا النازية الجهنمية "عملاً مثله مثل غيره" وإن كان من بين واجباتها التقليل من حجم الإحصائيات عن عدد الجنود المصابين، والمبالغة في أرقام اغتصاب النساء الألمان على أيدي الجيش الأحمر.
وعن غوبلز، قالت أنه كان أنيقاً دائماً، وأنه كان يعتني بيديه كثيراً وتظن أنه كان يذهب عند محل مينيكور لأجل ذلك. وتضيف أنه كان جيداً معها، وأنها "صعقت" عندما علمت بانتحاره.
بعد أن وضعت الحرب أوزارها، حكم على بورنهيلد بالسجن 5 سنوات، في معسكر تحت السيطرة الروسية. ثم عادت للعمل في الإذاعة. وقالت في مقابلتها أنها لم تكن على علم إطلاقاً، أثناء عملها، بما يحدث للنظام النازي. وتدافع عن نفسها وعن جيلها قائلة: "أنتم تعتقدون أننا كنا نعرف كل شيء، كلا، لم نكن على علم بشيء. كانوا يحتفظون بكل شيء سرياً".
وتضيف: "الناس اليوم تقول لماذا لم نقاوم النازية، أعتقد أنهم صادقون في سؤالهم، ولكن صدقوني، ليس الجميع مستعدون لذلك (...) البلد كلها كانت مسحورة".