طلبت إدارة الخطوط الجوية الفرنسية من مضيفات الطيران الالتزام بالقانون الإيراني الذي يفرض على النساء لبس الحجاب.
وذلك بعيد الإعلان عن استئناف الرحلات، في 17 من نيسان/أبريل الجاري، من وإلى طهران بعد رفع العقوبات الدولية عن إيران. فقد أعلنت الخطوط الفرنسية في ملاحظة داخلية طلبت فيها من "العاملين الإناث ارتداء البنطال الطويل خلال الرحلة، وجاكيت فضفاض وإيشارب يغطي الشعر عند الخروج من الطائرة".
وقد أثار هذا الأمر تحفظ بعض المضيفات ممن لا يرغبن في ارتداء الحجاب؛ مما ولّد بعض التوتر بين النقابات العمالية وإدارة الشركة. فقد صرح مسؤول في نقابة العاملين في مجال الطيران التجاري: "لا نريد إغلاق الخط! لكننا نعتبر الأمر بلبس الحجاب مساساً بالحرية الشخصية. على الأقل يمكن الدعوة لمتطوعات. لقد نبهنا الإدارة منذ أشهر، لكنها لم تستمع لكلامنا". ثم أضاف: "نحن نتلقى كل يوم اتصالات من مضيفات قلقات يقلن لنا أنهن لا يردن ارتداء الحجاب".
وترغب النقابة في أن تعطى المضيفات الحرية في رفض السفر على متن الرحلات الذاهبة إلى طهران، لكن عضو النقابة يقول بأسى: "لكن الإدارة هددت بعقوبات ضد من سترفض"، ويرى أن لدى الخطوط الفرنسية الوقت لإحصاء المضيفات الراغبات طوعاً في السفر إلى طهران ولبس الحجاب.
من جانبها تقول شركة الخطوط الفرنسية أن على أطقمها "احترام قوانين البلد الذي ستذهب إليه". "والقانون الإيراني يفرض على كافة النساء المتواجدات على أراضيه تغطية كامل الشعر في الأماكن العامة. علماً أن جميع خطوط الطيران العالمية تلتزم بذلك".
وتضيف الشركة أن الأمر ليس جديداً، بل هو معمول به على متن الرحلات المتوجهة إلى العربية السعودية، كما كان معمول به عندما كانت الفرنسية تخدِّم طهران قبل العقوبات، أي قبل 2008.
وينوي الأمين العام للنقابة التوجه إلى الحكومة الفرنسية بصفتها طرفاً مساهماً في الخطوط الفرنسية لحثها على العمل على احترام حقوق المرأة". ويرجو التوصل إلى حل توافقي بين العاملات والإدارة قريباً.
وفي آخر التطورات، وافقت إدارة الخطوط الفرنسية على منح المضيفات حرية الاختيار في الذهاب إلى طهران أو لا، مع تأكيد ناطق باسم الشركة أن هذا القرار استثنائي جداً إذ لم يسبق أن أعطي العاملون (من المضيفات أو طاقم الطيران) حرية رفض جدول الطيران لأي سبب كان، وذلك للحفاظ على المصالح الاقتصادية للشركة.
هذا الأمر يعيد للأذهان ما حدث منذ وقت قريب أثناء جولة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأوروبية حيث زار إيطاليا وقامت السلطات هناك بتغطية التماثيل بقطع كبيرة من الخشب "حفاظاً على مشاعر الضيف"، مما أثار نقداً وسخطاً عربياً وعالمياً لازدواجية المعايير والترحيب بشخص له دور سلبي كبير في الحرب الدائرة في سوريا. ولا سيما النقد الذي وُجه للحكومات الأوروبية التي أغمضت أعينها عن الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، لأجل مصالحها الاقتصادية.