تركيا وألمانيا نحو تعاون أوثق في مجال الطاقة المتجددة
- ديلي صباح, إسطنبول
- Apr 19, 2019
تعمل هيئات الطاقة التركية والألمانية على توسيع التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، لا سيما في مجال مصادر الطاقة المتجددة، إذ يبذل الطرفان جهودا أكبر لتوسيع حصة الكهرباء المولدة من الموارد المتجددة.
وقد أنشأت تركيا وألمانيا أربع مجموعات عمل ثنائية لتحقيق هذا الهدف والتمكن من رفع مستوى التعاون في مصادر الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة وزيادة كفاءتها. يوفر منتدى الطاقة التركي الألماني منصة للحوار والتعاون في مجال الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والبنية التحتية للطاقة والقوانين التي تحكم هذا القطاع. كذلك يمثل العمل الموازي للقطاع أيضاً، مجالاً واسعاً ومستهدفاً للتعاون بين البلدين، حيث يتم استخدام الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة في قطاعات أخرى غير قطاع الطاقة مثل قطاعات المباني والصناعة والنقل.
ولمزيد من استكشاف فرص التوسع الثنائي في مجال الطاقة، التقى وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي "فاتح دونماز" والوزير الاتحادي الألماني للشؤون الاقتصادية والطاقة "بيتر إلت ماير" في أنقرة، لحضور منتدى الطاقة التركي الألماني الثاني في أكتوبر من العام الماضي، وذلك لتوقيع خطاب "مقدمة تعزيز شراكة الطاقة التركية الألمانية".
نائب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني "توماس باريِس"، الذي تم تعيينه مبعوثاً خاصاً لشراكة الطاقة التركية الألمانية، قال في حديثه إلى وكالة الأناضول، على هامش منتدى الطاقة الخامس في برلين، إنه عندما التقى نائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، أكّد الطرفان على أهمية الشراكة القوية في مجال الطاقة بين تركيا وألمانيا.
وقال باريس:"لهذا الغرض، اتفقنا على إنشاء أربع مجموعات عمل ثنائية، وإشراك القطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين في كلا البلدين، للتعلم من بعضهم البعض".
وأوضح أن مجموعات العمل سوف تغطي موضوعات محددة مثل الترويج لسوق طاقة الرياح البحرية، وتقنيات التمكين الجديدة مثل تخزين الطاقة، وفعّالية الطاقة، وأضاف أنه يرى الكثير من الإمكانيات لنقل المعرفة في مجال الطاقة التقليدية. مثل محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، وفي زيادة السلامة للطاقة النووية.
"حاولنا العثور على مشاريع مشتركة، على سبيل المثال في البنية التحتية، وكفاءة الطاقة وفي مصادر الطاقة المتجددة في تركيا. تتمتع تركيا بظروف جيدة جداً للطاقة المتجددة، خاصة في مجال الرياح، وكذلك الطاقة الكهروضوئية الكهرومائية. الظروف في تركيا أفضل منها في ألمانيا". وأوضح باريس أنه "من الجيد بالنسبة للشركات الألمانية أن تستثمر أيضاً في تركيا"، في إشارة إلى شركات مثل شركات المرافق الكهربائية "إي إن بي دبليو"، و"آر دبليو إي".
بعد أن حققت تركيا نسبة 31 في المائة من إنتاج الكهرباء المتجددة في أغسطس 2018، اتخذت السلطات التركية خطوات استثمارية ملموسة لدعم خططها لمصادر الطاقة المتجددة لعام 2023. وتستهدف الخطة المنقحة توفير 65 في المائة من احتياجات الطاقة من المصادر المحلية والمتجددة بحلول هذا التاريخ.
وأشار باريس إلى أن ألمانيا واحدة من أهم الشركاء التجاريين لتركيا، ومن الأمثلة على ذلك زيادة التجارة الثنائية خلال السنوات الثلاث والأربع الماضية، مع حوالي 7500 شركة ألمانية نشطة حالياً في تركيا.
ومع ذلك، في عام 2018، انخفضت التجارة الثنائية قليلاً إلى 32.5 مليار يورو (36.5 مليار دولار) مقارنة بالعام السابق.
يذكر أنه التجارة الثنائية في عام 2017، بلغت 36.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.7 في المئة عن عام 2016. وقد حث نائب الوزير الألماني على توسيع التجارة، من خلال إيجاد أرضية مشتركة في خفض الحواجز الجمركية المتبادلة.
وأشار باريس إلى أن ألمانيا يمكن أن تساعد تركيا في حل مشاكل الطاقة لديها، والتي تتمثل في الزيادة المطّردة في الطلب على الطاقة. وشهدت تركيا ارتفاعاً يتراوح بين 6 إلى 10 بالمائة سنوياً في الطلب على الطاقة في السنوات الأخيرة. وقال "تحتاج تركيا إلى الكثير من الطاقة في المستقبل، وبالتالي، سيكون من المفيد للغاية بناء إمدادات طاقة نظيفة في البلاد، والاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك في الطاقة الكهرومائية". وأشار نائب الوزير إلى أنه على الرغم من الظروف الجذابة للاستثمارات الجديدة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لا تزال هناك بعض الصعوبات التي يواجهها المستثمرون.
وخلال السنوات القليلة الماضية، عانت العلاقات بين أنقرة وبرلين من عدة انتكاسات، لكن كلا الجانبين اتخذ خطوات في الأشهر الأخيرة نحو تحسين العلاقات.
واختتم حديثه قائلاً:"آمل بأن تزيد شراكة الطاقة بيننا، جاذبية استثمارات الطاقة، بالنسبة للشركات الألمانية. ونتطلع إلى مزيد من التحسين لظروف الاستثمار".