يستمر شحن الحبوب الأوكرانية من موانئ البلاد تنفيذاً لمبادرة تركية أممية في عملية بدأت منذ عدة أسابيع. ومن المتوقع أن توقف هذه العملية مجاعة محتملة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لا تزال ملايين الأطنان من المواد الغذائية متراكمة بالفعل في أوكرانيا وبحاجة إلى التصدير ما يجعل أهمية هذه العملية في تزايد متصاعد.
وتم حتى الآن تصدير أكثر من مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية بموجب الصفقة، ولا تزال ملايين الأطنان تنتظر دورها في المستقبل.
وتعمل الآلية التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها بشكل جيد كما كان مخططاً لها، حيث يراقب مركز التنسيق المشترك الذي يضم ممثلين من أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، تحركات السفن لضمان امتثالها للمبادرة ويتحكم في تتابعها وفي مجمل سير العملية.
وبدأت الشحنات في الأول من أغسطس/آب وقامت الفرق المعنية بإجراء أكثر من 100 عملية تفتيش على متن السفن المعنية.
وبالرغم من أن العملية تمضي بشكل جيد، لكن كمية الحبوب التي يتم نقلها لا تكفي لتقليل الأطنان التي تراكمت في الموانئ الأوكرانية نتيجة انعدام مساحة تخزين المحاصيل الجديدة بسبب تراكم الحصاد السابق في انتظار البيع. وقد يكون من المفيد لحل هذه المعضلة مناقشة تعزيز قدرة الشحنات وتسريع العملية من خلال إشراك المزيد من السفن.
وهناك أيضاً قضية تصدير الأسمدة المرتبطة بشكل وثيق مع قدرة المزارعين في جميع أنحاء العالم على مواصلة إنتاج الغذاء. لذلك لا بد أن تشمل العملية كلاً من الأسمدة والحبوب، كيلا ينقطع أو يشح إنتاج الغذاء.
ويأمل العالم ألا تضر الهجمات الجديدة بهذا الاتفاق الحيوي، لأن العلاقة بين روسيا وأوكرانيا هشة للغاية، إذ لا يزال الوضع في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا محفوفاً بالمخاطر الجمة، وهناك مطالب بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المحطة في أقرب وقت ممكن لكن روسيا لا تبدو مهتمةً بتلك المطالب. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عام الأسبوع الماضي إن أي إجراءات من جانب روسيا تؤدي إلى فصل المفاعلات، يمكن أن تجعل المحطة على شفا كارثة مرة أخرى ضارباً أجراس الإنذار بقوة إضافةً إلى الهجمات العنيفة على نظام القطارات في أوكرانيا، والتي زادت من عمق المعركة.
والحقيقة المؤلمة أن روسيا لا تريد الانسحاب من الأراضي الأوكرانية، وأوكرانيا لا تخطط للاستسلام في المستقبل القريب. وستتحول هذه الحرب لسوء الحظ، إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا قد تؤدي إلى سنوات من الصراع وهو أمر محزن جداً بالنسبة لأوكرانيا وكذلك لبقية العالم، كما أنه السبب في أن شحنات الحبوب تكتسب أهمية كبيرة ويجب أن تستمر في منع حدوث مجاعة عالمية.