تعد بودروم من أشهر أماكن العطلات على الساحل التركي، فهي تضم المئات من الفنادق والمنتجعات الفاخرة المصنفة من فئةالخمس نجوم والتي تطل على الشواطئ الرائعة. كما تجذب الخلجان المتداخلة مع المنحدرات الخضراء عشاق السياحة البحرية منجميع أنحاء العالم.
وتتدرج الأسعار في جميع المنتجعات التركية من الأعلى إلى الأدنى لتناسب أكبر شريحة من السياح والمصطافين. ومن خلالتواجدي في بودروم هذه الأيام تمكنت من رؤية أعداد قليلة من السياح الروس وكذلك مجموعات صغيرة من الزوار الألمان منالطبقة المتوسطة.
ومنذ طفولتي اعتدت المجيء إلى هذا المكان الجميل سنوياً، لكن هذا العام بدا لي مختلفاً تماماً إذ خلت مع الأسف، الفنادق ذاتالمستوى العالمي والشواطئ الزرقاء والمطاعم الفاخرة من السياح والزوار، لأن الاتحاد الأوروبي لم يفتح أبوابه أمام تركيا. وهذابالفعل ليس من العدل في شيء. فبلادنا تصنف واحدةً من أنجح الدول في التغلب على الوباء، بالرغم من صعوبة مواجهة تفشيهوتذبذب مراحل التعامل معه بين الصعود والهبوط. لكن الجميع عليهم الاعتراف بأن تركيا اتبعت طريقة ناجحة للغاية في التعاملمع انتشار الفيروس المستجد من خلال نظام التتبع الذي مكّن الفرق الصحية من متابعة المرضى عن كثب.
فقد أنشأت وزارة الصحة مجموعات واسعة من الأطقم الطبية لفحص كل مريض على حدة. وإذا تبين أن نتائج اختباراته إيجابية، يتم وضع كل فرد من أفراد عائلته أو من كانوا على تواصل معه في دائرة قريبة تحت إشراف دقيق. إلى جانب الإبلاغ عن قائمةجهات الاتصال الخاصة به في الأسبوعين السابقين لمرضه ويُلزم كل فرد في هذه القائمة بالحجر الصحي.
أما من هم في حالة جيدة فيتم حجرهم ومراقبتهم يومياً في المنازل. بينما يعالج الموجودون في المستشفيات من قبل الدولة وعلىنفقتها. ولا يوجد أي ضغط ولا شح في أسرة المستشفيات بل تحتوي وحدات العناية المركزة على أكثر من أسرّة كافية، مع استحالةحدوث نقص في الأدوية.
ولغاية الأسبوع الماضي بلغ عدد المرضى الذين تعافوا 215.516 مريضاً. كما أعلن وزير الصحة الدكتور فخر الدين قوجه أنهلا يوجد مرضى جدد في حالة حرجة في 36 ولاية من أصل 81 ولاية في تركيا.
كذلك تمكنت من خلال تواجدي في بودروم من مراقبة احتياطات السلامة الصحية في الفنادق. وكلها تطبق بشكل جيد للغاية. فعددالعملاء محدود والشواطئ منظمة وفقاً للأعداد المسموح بها، كما اتُخذت كافة التدابير اللازمة في المطاعم بالإضافة إلى ترتيباتالجلوس الجديدة التي تراعي المسافات وعدد المقاعد الأقل.
تعتبر المنتجعات والفنادق في تركيا آمنة إلى حد كبير مثلها مثل البيوت، وعلى حكومات الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في فتحالباب أمام تركيا إذا كانت لا تريد قمع مواطنيها إذ يوجد في ألمانيا بالفعل آلاف الأشخاص المستعدون لقضاء إجازاتهم فيمنتجعات الريفييرا التركية. وقد حصلت العديد من الفنادق التركية على الشهادة الدولية التي تظهر خلوها من كوفيد-19.
ويجب ألا تتم التضحية بالسياحة من أجل السياسة، كما يجب ألا يعامل الناس كرهائن. ولا يوجد منطق في أن تكون قادراً علىالسفر إلى إسبانيا لأنها داخل الاتحاد الأوروبي ولا تكون قادراً على السفر إلى تركيا.
وإذا أردنا التغلب على الآثار الفيروس المستجد السلبية على الاقتصاد، فعلينا التعاون بشكل دولي لأن إبقاء الاقتصادات مغلقة بينبعضها البعض يحافظ على تجميد الوضع الراهن في حين يتطلع الجميع لعودة دوران عجلة الحياة الطبيعية الذي لا يمكن أن يتم إلابإجماع عالمي فقط.
لذلك أوصي الحكومات الأوروبية بفحص المعايير في الفنادق التركية وإعادة النظر في سياسة إغلاق الأبواب تجاه تركيا.