كان عام 2022 بالنسبة لصناعة السياحة العالمية، هاماً حيث تركزت الجهود على تعويض الضرر الناجم عن جائحة الفيروس التاجي في عامي 2020 و 2021.
وبلغت الزيادة نحو 60% إلى 80% في حجم قطاع السياحة العالمي العام الماضي، لكن القطاع لم يتمكن إلى الوصول لمستويات عام 2019. لذلك، تتطلع السياحة العالمية هذا العام، والتي من المتوقع أن تنمو بنسبة 30% إلى الوصول أو حتى تجاوز مستويات 2019. والرقم الذي نتحدث عنه هو 1.8 مليار رحلة سياحية دولية بعد أن انخفض هذا الرقم إلى 1.4 مليار رحلة عام 2021، واقترب من 1.6 مليار رحلة مرة أخرى عام 2022.
أما على صعيد الاقتصاد العالمي الذي يعاني من "لطمة مزدوجة" تمثلت في جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، فقد عانى من خفض عائدات السفر لملايين الشركات العاملة على المستوى العالمي والإقليمي، وتوقف ملايين الشركات عن أعمال التصدير والاستيراد.
كذلك يستمر أثر التضخم العالمي والزيادات في التكلفة الناجمة عن أزمات الطاقة والغذاء العالمية بشكل مباشر على إدارة التكلفة وربحية صناعة السياحة في جميع أنحاء العالم. وعليه، فإن الزيادات في أسعار تذاكر الطيران والفنادق والمرافق المماثلة باتت تؤثر أيضاً على عدد العملاء في صناعة السياحة على نطاق عالمي. وسيكون الحدث الأكثر أهمية في عام 2023 للسياحة العالمية هو العودة إلى السياحة الجماعية أو سياحة المجموعات كي يعود القطاع الذي دمرته الجائحة إلى الازدهار والانتعاش.
ومن المعروف أن الاهتمام بسياحة الفنادق الكبيرة والفارهة قد ازدادت أثناء الوباء حيث تحول أولئك الذين كانت لديهم القوة الشرائية لاستخدام خدمة السياحة المميزة، من الفنادق الكبيرة إلى فنادق الشاليهات والفيلات الفاخرة، ومن الرحلات البحرية متعددة المقصورات إلى المراكب الشراعية والرحلات البحرية الخاصة والمنفردة. لكن الفئات ذات الدخل المتوسط والمنخفض، تحتاج الآن إلى إحياء السياحة الجماعية ذات التكلفة المعقولة.
فما هي التوقعات لعام 2023؟
إذا ما قُدِّر لهذا التوقع النجاح على أرض الواقع، فإن عدد المسافرين الدوليين الذي راح ينمو بمعدل 2.6% كل سنة منذ عام 2000 وشهد أكبر انكماش في التاريخ الحديث في عام 2020، سوف يلحق بالوتيرة القديمة ويصل إلى 1.52 مليار بحلول عام 2026.
وفي حين أن عدد الرحلات السياحية العالمية كان أقل من 2.5 مليار في عام 2021، فمن المتوقع أن يصل إلى 2.75 مليار بحلول عام 2026. وفي الوقت نفسه، نمت السياحة العالمية بنسبة 3.2% منذ عام 2000.
وفي هذه المرحلة، فإن تركيا التي تحتل المرتبة السادسة بعد الخمسة الأوائل بين أكثر الوجهات جاذبية في صناعة السياحة العالمية، هي دولة صديقة للبيئة تضم عشراتٍ من شواطئ العلم الأزرق، بالإضافة إلى ثرائها التاريخي والثقافي والغذائي. وإذا تمكنت البلاد من مضاعفة مزاياها الكثيرة المثبتة مع نجاح الخدمات، فإن الوجهات التركية سترتفع لتصبح أكثر المواقع السياحية التي لا غنى عنها في العالم.
وبالنظر إلى حجم صناعة السياحة العالمية البالغ 1.7 تريليون دولار والذي حققته عام 2019 فقط، كانت الخسارة التي تعرضت لها الصناعة عام 2020 نقطة تحول تاريخية عند 600 مليار دولار، وفقاً للإحصاءات التي حافظت عليها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بانتظامٍ على مدار الثلاثين عاماً الماضية. لذلك فإن التعافي الذي قُدّر بنسبة 60% أو أكثر عام 2022، مهم للغاية هذا العام لإحياء المستويات العالمية السابقة للوباء.
وتُظهر بيانات منظمة السياحة العالمية أن الدول التي سجلت قفزات قياسية عام 2022 كانت صربيا ورومانيا وتركيا ولاتفيا والبرتغال وباكستان والمغرب وفرنسا. ومن المتوقع في عام 2023، أن تشهد أمريكا الشمالية ارتفاعاً في السياحة المحلية، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا ازدهاراً في السياحة الإقليمية. وأخيراً، سيكون تأثير قرار الصين برفع القيود الوبائية في عام 2023 ذو أثر محسوسٍ بشكل كبير على مستوى العالم.