%5 فقط من إجمالي المعلومات والملفات الافتراضية المخزنة حول العالم آمنة. وهو في الواقع رقم منخفض جداً مقارنة بأهمية المعلومات والبيانات في عصرنا الحالي. لذلك من المتوقع أن يصل الإنفاق على قطاع الأمن السيبراني إلى 170.4 مليار دولار بحلول عام 2022 لمنع الهجمات وعمليات القرصنة.
والأمن السيبراني اليوم من أكثر القضايا التي لا غنى عنها للأفراد والشركات والحكومات. وتستدعي الزيادة الهائلة الأخيرة في جرائم الإنترنت والإرهاب السيبراني دراسات مكثفة حول أسبابها وعواقبها.
وتظهر أبرز نتائج البحث والدراسات الشاملة في المنطقة أن أهم سبب لنجاح هجمات الجرائم الإلكترونية للمنظمات الإرهابية هو "الخطأ الفردي" أو "الجهل الفردي" للطرف المعرض للهجوم.
لهذا السبب، يوصي الخبراء بتنظيم أنشطة توعية واسعة النطاق إضافة إلى زيادة الخدمات العامة والتدريب عبر الإنترنت من أجل إحباط معظم الهجمات الإلكترونية.
فعلى سبيل المثال تعرضت 88% من الشركات في جميع أنحاء العالم في عام 2019 و91% منها في عام 2020، لهجمات إلكترونية تهدف إلى الحصول على كلمات المرور الخاصة بها. وتشير حوالي 68% من شركات وممتلكات عالم الأعمال إلى أنها تتعرض لهجمات إلكترونية أكثر شدة كل عام.
لذلك، ولمنع هذه الهجمات، من المتوقع أن يصل قطاع الأمن السيبراني الذي ينتج برامج وأجهزة لحماية أنظمة المعلومات والبيانات من الهجمات الإلكترونية، إلى 130 مليار دولار عام 2021 و170.4 مليار دولار عام 2022.
وتهدف الهجمات على الشركات في جميع أنحاء العالم إما إلى سرقة البيانات منها أو انتهاك أمنها وجعلها غير قابلة للاستخدام والمطالبة بفدية في المقابل، ففي عام 2020 وحده تم الحصول على أكثر من 70 مليار دولار مقابل هذه الممارسات. كما أجريت حوالي 86% من هذه الهجمات لأجل تحويل المعلومات المقرصنة إلى أموال من خلال عمليات تهديد الشركات وابتزازها.
في المقابل، 10% من هذه الهجمات تتم لأغراض تجسس مباشرة ضد شركة أو حكومة ما. ومن بين أكثر من 70 مليار هجوم نجد أن 45% منها لأغراض القرصنة، و17% منها محاولة تسلل إلى نظام الحوسبة الخاص بالشركة أو الحكومة، و22% منها للحصول على كلمات مرور الشركة أو الوكالة الحكومية ذات الصلة.
وبالرغم من كل هذه الهجمات، فإن عدد الهجمات الإلكترونية أو أعمال الإرهاب الإلكتروني التي يمكن اكتشافها أو الإبلاغ عنها رسمياً من الشركات والوكالات الحكومية بين عامي 2005 ومنتصف 2020، كان فقط 11.762 عملية.
ومن الضروري اليوم أن نعلم أن جميع كلمات المرور البالغ عددها 300 مليار كلمة التي يستخدمها الأفراد والمؤسسات في جميع أنحاء العالم، تتعرض للهجوم عن طريق البرامج المقرصنة الموضوعة في رسائل البريد الإلكتروني، التي يقوم فيها الأفراد وموظفو الشركة بتمكين هذه البرامج من التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو نظام معالجة معلومات الشركة دون أخذ الاحتياطات الواجبة أو عن طريق الخطأ بنسبة 37% من الرسائل التي تحمل مرفقات من النوع doc أو dot، وبنسبة 19.5% من الرسائل ذات الملحق exe.
أما أعلى مبلغ طلب كفدية لاستعادة الوصول إلى الأنظمة المتأثرة ببرامج القرصنة حتى الآن فهو 70 مليون دولار في الهجوم على JBS وهي أكبر شركة لمعالجة اللحوم في الولايات المتحدة، في يونيو/حزيران. ما يؤكد أن الأمن السيبراني سيكون أحد أهم الموضوعات في المستقبل القريب.
تطبيقات الأجهزة المحمولة تساهم في اقتصاد المعلومات:
من أجل أن نفهم كيفية تشكيل اقتصاد المعلومات في المستقبل، يكفي أن نعلم أن المعلومات التي جمعتها مؤسسة رجال أعمال تكنولوجيا المعلومات وأدوات الاتصالات المتنقلة في تركيا وهي إحدى أكبر الجمعيات في البلاد في مجال الاتصالات المتنقلة والأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية والمعدات، تُظهر أنه في النصف الأول من عام 2021، وصل سوق تطبيقات الهاتف المحمول على مستوى العالم بالفعل إلى 65 مليار دولار بسبب استخدام الإنترنت. ويرجع ذلك أساساً إلى الاتصالات المحمولة والأجهزة المحمولة التي اكتسبت زخماً مع الوباء العالمي.
كما أن هذا الرقم يعني أيضاً زيادة بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وعلاوة على ذلك، تظهر الإحصاءات أن 41.5 مليار دولار من سوق التطبيقات يتم تحقيقها في متجر Apple بينما كسب 23.4 مليار دولار في متجر Google Play.
وكذلك بلغ سوق ألعاب الهاتف المحمول وحده 44.7 مليار دولار. وتم تنزيل حوالي 72.5 مليار تطبيق على الأجهزة الذكية في النصف الأول من هذا العام وحده، وهذا من شأنه أن يعطي فكرة قوية حول تحول المعلومات إلى أموال.