سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتضمد تركيا جراح هذه الكارثة الهائلة، فما مررنا به كان أشبه بيوم القيامة بالمعنى الدقيق للكلمة.
وبينما تتحرك الصفائح التكتونية عموماً حوالي 30 سم على الأكثر سنوياً بسبب الزلازل، فإن الزلزالين الهائلين بقوة 7.7 و 7.6 على التوالي اللذان هزّا بلدنا في غضون تسع ساعات، حرّكا صفيحة الأناضول بمقدار 3 أمتار. ووقع نحو 1500 هزة ارتدادية في الساعات التي أعقبت الزلزالين.
ولا نواجه حالياً أكبر كارثة في تاريخ جمهوريتنا فحسب، بل أيضاً أكبر كارثة على هذه الأراضي في الألف سنة الماضية. وقد لقي حتى الآن 20.213 شخصاً حتفهم وأصيب 80.052 شخصاً، وفقاً لأحدث البيانات. ولسوء الحظ، من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في الأيام المقبلة.
ويعمل 121.128 من موظفي الطوارئ بنشاطٍ على الأرض، بينما يوجد 30.306 من فرق البحث والإنقاذ في الميدان. وهناك 160 طائرة و 22 سفينة تساهم في جهود الإغاثة والإنقاذ من الزلزال. علاوة على ذلك، تم شحن 12.241 مركبة بحث وإنقاذ إلى منطقة الكارثة، ونُصبت حوالي 97.973 خيمة في 10 ولايات ضربها الزلزال.
التعافي يحتاج إلى وقت
وصل حوالي 6.479 من موظفي البحث والإنقاذ من 75 دولة إلى بلادنا لدعم جهود الإنقاذ. وكان من المهم إلى حد ما أن الدول التي تلقت مساعدات سخية من تركيا خلال جائحة كوفيد-19 كانت رائدةً في جهود البحث والإنقاذ، في لفتةٍ بمثابة تذكير بالقيم الإنسانية العالمية.
وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتضمد تركيا جراح هذه الكارثة الهائلة بعد أن ضرب الزلزال منطقة تمتد حتى 109.000 كيلومتر.
ويوجد حالياً أكثر من مليون شخص تُركوا بلا منازل. كما أن هناك حاجة كبيرة للعمل في العديد من المجالات، بما في ذلك إعادة إعمار المدن وتقديم الدعم النفسي.
ولكن وبالرغم من أننا الآن في أسفل السلم، لكن الدول العظيمة مثل تركيا تمتلك إحساساً كبيراً بالقدرة على التحمل، وما من شك أننا سنتغلب على هذه الكارثة ونخرج أقوى من ذي قبل.