يُظهر بحث سريع على غوغل أن عبارة "صفعة الحازمين" "The smack of firm government" قد استخدمت في الغالب في تحليلات إدارتي رونالد ريغان ومارغريت تاتشر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على التوالي. يقول أحد هذه المقالات، بعنوان "صفعة الحكومة الصارمة" بقلم بيتر أ. هول في صحيفة نيويورك تايمز: "إن القيم الفيكتورية التي تتبناها السيدة تاتشر بفخر شديدة تشبه إلى حد بعيد الدعوات إلى الالتزام العائلي والواجب الوطني والولاء لمسقط الرأس التي كثيراً ما كان يستحضرها الرئيس ريغان. وبعد عقدين من المجتمع المتساهل، هناك الكثير من الإيحاءات التي تشير للأصولية الدينية في رسائل كلا الزعيمين".
وفي رأيي، هذا يفسر ما وجده الناخبون الأتراك في الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية على مدى العقدين الماضيين. ومع فوزه في الانتخابات الليلة الماضية وبدأ ولايته الأخيرة على رأس الحكومة، لا يزال الناخبون على ما يبدو، يتذكرون العقود التي ضاعت في الخلافات البرلمانية والائتلافات التي كان متوسط عمرها حوالي 14 شهراً والمحافظ الحكومية التي كانت تتضرع للحصول على "70 سنتاً".
وكما توضّح لنا أنه لفترة طويلة قادمة، لن يتسامح الناخبون الأتراك مع أي احتمال لما كانت السيدة تاتشر تسميه "إضاعة الوقت بأي حجج داخلية". وأثبتت الأشهر الستة القصيرة لتحالف المعارضة أن المناخ السياسي في تركيا قد لا يكون مواتياً لائتلافات سياسية. وسيكون من الصعب إدارة الائتلاف السداسي بقيادة كليتشدار أوغلو حتى لأكثر الخبراء مهارة. كما أظهرت مناوراته في اللحظة الأخيرة للفوز بمليوني صوت كانت للمرشح الثالث سنان أوغان، أن الرئيس الذي لا يرى أي ضرر في توقيع مذكرتي تفاهم مع مجموعتين مختلفتين من الحلفاء، لن يقود البلاد قريباً.
ولو تجرأ حزب الشعب الجمهوري على مواجهة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان بمفرده ولكن ببرنامج سياسي واقتصادي ودبلوماسي واضح وثابت، معلناً الوزراء الذين سيتم تعيينهم بعد الانتخابات مباشرة، ما كنت لأصدق أنه كان من الممكن أن يفوز في الانتخابات، لكنني أعتقد أن الحزب كان سيحظى بفرصة حقيقية للقتال. ونظراً لأن غالبية الشعب أيدت بأغلبية ساحقة التعديل الدستوري الذي يغير النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، فلا ينبغي على حزب الشعب الجمهوري أن ينشغل بتعديل دستوري آخر أو ما شابه ذلك من أحلامٍ تطير في السماء. لكن المسؤولين في حزب الشعب الجمهوري لم يثقوا مطلقاً في فطنة الناس التي دفعتهم لتأييد النظام الرئاسي. بل افترضوا أن الشعب، قبِل ذلك ببساطة لإبقاء أردوغان في السلطة لولاية أخرى. وليس فقط فريق حزب الشعب الجمهوري الحالي، ولكن جميع مؤسسي ذلك الحزب والجمهوريين أيضاً لم يثقوا في حصافة الشعب التركي، إذ طالما كانوا يرونه قطيعاً يجب رعايته.
ولكننا اليوم بهذه الضربة الانتخابية، أظهرنا نحن أبناء الشعب، مدى تصميمنا على اختياراتنا.