روسيا تدين قرار أرمينيا المصادقة على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية

مبنى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (رويترز)

صادق برلمان أرمينيا على الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية في خطوة اعتبرتها روسيا قرارا "خاطئا"، ما قد يزيد التوتر بين يريفان وموسكو على خلفية عملية أذربيجان العسكرية الأخيرة في إقليم قره باغ.

وكان الكرملين حذّر سابقا من عزم أرمينيا على المصادقة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية، لا سيما بعد إصدار هذه الهيئة القضائية مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين خلال الحرب التي تشنّها موسكو ضد كييف.

وتأتي المصادقة في ظل توتر في العلاقات بين يريفان وموسكو بعد العملية العسكرية التي شنتها باكو في قره باغ، وانتهت باستسلام الجماعات المسلحة الأرمينية.

وبنتيجة مداولات سريعة، صادق البرلمان الأرميني على نظام روما بغالبية 60 صوتا مقابل 22.

وقبيل التصويت، أكد رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان يغيشه كيراكوسيان "نقوم بتوفير ضمانات إضافية لأرمينيا" في مواجهة أي تهديد محتمل لسلامة أراضيها من أذربيجان، على حد زعمه.

أرمينيا وقعت نظام روما في العام 1999 من دون أن تصادق عليه، معللة ذلك في حينه بتعارض بين بعض بنوده ودستورها. ومنذ ذلك الحين، تمّت إزالة هذه العقبات.

أحزاب المعارضة التي تستحوذ على 36 مقعدا في البرلمان المؤلف من 107 مقاعد، احتجت على طرح هذه المسألة وانسحبت من بداية الجلسة.

وسارعت روسيا الى انتقاد القرار، معتبرة أن لا بديل لأرمينيا من التحالف الأمني الإقليمي بقيادة موسكو.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "لا نعتقد بأن مصادقة أرمينيا على نظام روما الأساسي هو أمر صائب من حيث العلاقات الثنائية. ما زلنا نعتقد بأن هذا القرار خاطئ"، مكررا موقف بلاده الرافض لمذكرة التوقيف بحق بوتين.

وأضاف "أعتقد أن الغالبية في أرمينيا تدرك بأن لا بديل على الإطلاق لأدوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، في إشارة الى تحالف تقوده موسكو ويضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة.

ورأى أنه "ليس لدى الطرف الأرميني ما هو أفضل من هذه الآليات، نحن على ثقة بذلك".

وإضافة الى عضويتها في المنظمة، تعوّل يريفان بشكل كبير على السلاح الروسي في تجهيز قواتها. ولموسكو أيضا قاعدة عسكرية في أرمينيا.

- طرح "اتفاق ثنائي"

وأتت الخطوة الأرمينية في ظل توتر مع روسيا في الآونة الأخيرة، اذ اتهمت يريفان موسكو التي تنشر قوات لحفظ السلام في قره باغ، بالتخلي عنها في مواجهة باكو وعمليتها التي انتهت باستسلام الانفصاليين الأرمن وإعلانهم حلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد.

وسبق للكرملين أن نفى هذه الاتهامات.

وأكد كيراكوسيان أن أرمينيا اقترحت على روسيا توقيع "اتفاق ثنائي" يساهم في تهدئة مخاوف موسكو حيال انضمام يريفان الى المحكمة الجنائية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ورحبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي تزور يريفان الثلاثاء، بالقرار. وكتبت عبر منصة إكس "مكافحة الافلات من العقاب شرط للسلام والاستقرار".

وشهدت الأعوام الأخيرة تقاربا بين أرمينيا والدول الغربية على حساب تحالفها التقليدي مع روسيا.

ونشرت موسكو قوات لحفظ السلام في قره باغ في أعقاب الحرب الثانية التي خاضتها أذربيجان وأرمينيا بسبب الإقليم عام 2020، وانتهت بهزيمة يريفان. الا أن هذه القوات لم تؤد دورا يذكر خلال العملية العسكرية الخاطفة التي شنّتها أذربيجان الشهر الماضي في قره باغ، وانتهت ببسطها "السيادة" الكاملة عليه مع استسلام الانفصاليين.

والثلاثاء، أشاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بجنود حفظ السلام، ووجه إليهم الشكر على "ايثارهم واحترافهم اللذين سمحا بتجنب سقوط ضحايا جدد".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.