إيران تشهد مظاهرات جديدة وسط ارتفاع تأجج الغضب بعد مقتل محتجّين

وكالة الأنباء الفرنسية
باريس
نشر في 28.10.2022 20:31
مظاهرة في شيراز تنديدا بالاعتداء على المسجد الأناضول مظاهرة في شيراز تنديدا بالاعتداء على المسجد (الأناضول)

شهدت إيران مظاهرات جديدة اليوم الجمعة احتجاجا على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ وفاة مهسا أميني، وفق ما نقلت منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو تحقّقت منها وكالة فرانس برس.

فمنذ وفاة الشابة أميني، لم تخفُت الحركة الاحتجاجية.

وتتأجّج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فقد قُتل "250 شخصاً على الأقل" منذ منتصف أيلول/سبتمبر، وفق المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جويد رحمن. وندّد هذا الأخير الخميس بـ"وحشية" النظام الإيراني داعياً إلى إنشاء "آلية دولية" للتحقيق.

وأفادت منظمة "إيران هيومن رايتس" أن حصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين احتجاجًا على وفاة أميني ارتفعت من 141 الثلاثاء إلى 160 الجمعة.

وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوماً، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.

وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.

كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب) حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاماً، والتي توفيت قبل 40 يوماً، وفقاً لمقاطع فيديو تمّ التحقّق منها.

وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".

- إطلاق نار في زاهدان

كما وقعت أحداث أخرى الخميس بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ 35 عاماً في مهاباد (غرب) حيث فتحت القوات الأمنية النار وقتلت ثلاثة أشخاص، وفق منظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.

وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقاً لصور من مقطع فيديو تمّ التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضاً في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".

وفي المجمل، قُتل ثمانية متظاهرين في أربع محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسبما أفادت منظمة العفو الدولية.

إضافة إلى ذلك، تشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، إحدى أفقر مناطق إيران، أعمال عنف بدأت في 30 أيلول/سبتمبر باحتجاجات على خلفية تقارير حول اغتصاب عنصر أمن لفتاة، وخلفت 93 قتيلا على الأقل وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".

ووصفت وسائل إعلام مقربة من الحكومة الإيرانية اشتباكات وقعت في زاهدان بأنها "حادثة إرهابية" استهدفت مركزا للشرطة وأدت إلى مقتل ثمانية عناصر أمن على الأقل.

وقالت "هرانا" و"إيران هيومن رايتس" إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في زاهدان الجمعة، ونشرتا مقطعي فيديو يظهران محتجين يفرون وسط إطلاق نار.

من جانبه، تحدث مجلس الأمن الاقليمي في سيستان بلوشستان عن "أعمال شغب" في زاهدان، مؤكدا أن "عددا من المواطنين وعناصر الأمن أصيبوا برصاص مجهولين".

وفي وقت سابق الجمعة، أقالت السلطات الإيرانية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في زاهدان، أحدهما قائد شرطة المدينة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

- نحو تصعيد القمع؟

من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.

وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة فرانس برس "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى اعتقالات وترهيب وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين...".

مع ذلك، أضاف "أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".

واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً".

من جانبهم، واصل القادة الإيرانيون توجيه أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران.

كما تظاهر آلاف الجمعة في عدة مدن إيرانية من بينها طهران، للتنديد بالهجوم "الإرهابي" الذي تبناه تنظيم داعش على مرقد شيعي في شيراز الأربعاء وأسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل.