بعد ثلاث سنوات.. أذربيجان تستعد لبسط سيطرتها على ممر لاتشين في قره باغ

تستعد أذربيجان لبسط سيطرتها نهاية الشهر الجاري، على المنطقة المسماة بممر لاتشين والتي تشمل مدينة لاتشين ومحيطها، وذلك بموجب الاتفاق الثلاثي المبرم بين باكو، وموسكو ويريفان، عقب معارك قره باغ.

وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وقعت أذربيجان وروسيا وأرمينيا، اتفاقاً ثلاثياً أعقب انتصار القوات الأذربيجانية على نظيرتها الأرمينية في إقليم قره باغ.

وتكتسب لاتشين أهمية كبرى حيث أنها الممر الذي يربط بين مدينة هانكندي الأذربيجانية التي يسكنها أغلبية، أرمينية، وبين أرمينيا، إذ أن هذا الممر يمر من لاتشين نفسها.

وخصصت لاتشين لمدة 3 أعوام، كمجال لتحرك المدنيين الأرمينيين في المنطقة بإشراف القوات الروسية المؤقتة.

وبموجب البند السادس من اتفاق وقف إطلاق النار بين باكو ويريفان، كان سيجري إنشاء طريق غير ممر لاتشين لتستخدمه المجموعات المدنية الأرمينية لاحقًا كطريق بديل، فيما كانت أذربيجان ستضمن أمان الطريق البديل، وأمن تحركات المجموعات المدنية الأرمينية التي تسلكه.

وفي إطار البند المذكور، قام الجانب الأذربيجاني بإنشاء الطريق البديل وانتهى من أعمال إنشائه حتى الحدود الأرمينية، بحلول يوليو/تموز 2022.

ومن المنتظر، أن تخلي القوات الروسية المؤقتة ممر لاتشين مع نهاية أغسطس/ آب الجاري، لتنتقل إلى مواقعها في الطريق البديل، إلى جانب السكان الأرمينيين الذين سيتم إجلاؤهم من المنطقة أيضاً.

ومؤخراً بدأت الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي في أرمينيا، بنشر دعوات للسكان الأرمينيين في ممر لاتشين بالاستعداد لإخلاء المنطقة، تزامناً مع تحذيرات بعدم حرقهم المنازل والحقول التي سيتركونها لصالح أذربيجان.

لكن بالرغم من التحذيرات، نشرت منصات التواصل الاجتماعي في أرمينيا، مشاهد لحرق الأرمينيين منازل وحقول وغابات في ممر لاتشين.

يُذكر أنه في مايو/ أيار 1992، احتلت أرمينيا محافظة لاتشين الواقعة قرب حدودها، وخلال الأعوام الـ 30 التي خضعت فيها للاحتلال الأرميني، شهدت لاتشين توطين أرمينيين بطرق غير شرعية عبر استقدامهم، خاصة من سوريا ولبنان.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020 أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.