وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر اليوم إلى إيران في زيارة تهدف لتعميق العلاقات بين القوتين ضمن تحدي موسكو للولايات المتحدة وأوروبا.
هذه هي ثاني زيارة لبوتين منذ اجتياحه أوكرانيا في فبراير/ شباط، وينتظر أن يعقد بوتين محادثات مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان بشأن القضايا الضاغطة التي تواجه المنطقة، ومنها الصراع في سوريا ومقترح مدعوم من الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية لتخفيف أزمة الغذاء العالمية.
ومع تكثيف الغرب للعقوبات على روسيا واستمرار حملة الكرملين العسكرية المكلفة، يسعى بوتين لتعزيز العلاقات مع طهران، وهي الدولة المستهدفة أيضا بعقوبات أمريكية صارمة، والشريك العسكري والتجاري لموسكو.
زعم البيت الأبيض أن مسؤولين روسا زاروا مطارا في وسط إيران مرتين في الأقل خلال الأسابيع الماضية لمعاينة طائرات إيرانية من دون طيار قادرة على حمل أسلحة لاحتمال استخدامها في أوكرانيا.
استقبلت إيران بوتين بسجادة حمراء طويلة في مطار مهراباد حيث حياه وزير النفط جواد اوجي بحرارة قبل أن ينطلق موكبه الرئاسي إلى المدينة.
لكن ربما الأهم من ذلك تقديم طهران فرصة لبوتين لعقد اجتماع مع أردوغان، الذي كان له دور كبير في محادثات وساطة بشأن تسوية سلمية للصراع الروسي-الأوكراني، وكذلك المساعدة في مفاوضات من أجل تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وجدت تركيا، العضو في حلف الناتو، نفسها مواجهة روسيا في صراعات دامية بأذربيجان وليبيا وسوريا. لكن تركيا لم تفرض عقوبات على الكرملين، ما يجعلها شريكا حيويا لموسكو.
ولهذه الاجتماعات أهمية رمزية محلية لبوتين أيضا، حيث تظهر النفوذ الدولي لروسيا في الوقت الذي تزداد فيه العزلة، وتغوص البلاد بشكل أعمق في المواجهة مع الغرب. تأتي زيارة بوتين بعد أيام فقط من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل والسعودية، الخصمان الرئيسيان لإيران في المنطقة.