روسيا ترسل قواتاً لدعم السلطة في كازاخستان فيما تتواصل الاحتجاجات

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 06.01.2022 23:06
القوات الجماعية لحفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تصل كازاخستان الأناضول القوات الجماعية لحفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تصل كازاخستان (الأناضول)

أعلنت روسيا الخميس أنها أرسلت قواتاً إلى كازاخستان لدعم السلطات لمواجهة الاحتجاجات أسفرت عن "عشرات" القتلى، فيما لا يزال الوضع متفجّرًا مع سقوط عشرات الضحايا في مدينة ألماتي.

وتواصلت أعمال العنف الخميس فيما سمع مراسل لوكالة فرانس برس طلقات نارية في وسط هذه المدينة التي شهدت في اليوم السابق مواجهات مع إضرام النار في مبانٍ وسيارات وانتشار بقع دماء في الشوارع.

أفادت وسائل إعلام محلية مساء أن قوات الأمن طردت متظاهرين من الساحة الرئيسية في ألماتي واستعادت السيطرة على مبان حكومية، وهي معلومات لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منها.

في وقت سابق، أعلنت موسكو وصول عسكريين روس إلى كازاخستان في إطار نشر "القوات الجماعية لحفظ السلام" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف بقيادة روسيا، تلبية لنداء الحكومة الكازاخستانية.

- "مرعب":

أثارت أعمال الشغب صدمة في كازاخستان، الدولة التي تعدّ 19 مليون نسمة والغنية بالموارد الطبيعية والمعروفة بحكومتها الاستبدادية.

قالت سول وهي متظاهرة تبلغ 58 عامًا، إن نحو عشرة محتجّين قُتلوا برصاص قوات الأمن قرب مقرّ الرئاسة في الماتي مساء الأربعاء.

وأكدت أنها تتظاهر ضدّ "الفساد" مشيرةً إلى أنه "خاب أملها كثيرًا" بالرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف الذي اتّهم جماعات "إرهابية" مدرّبة في الخارج بحسب قوله، بالوقوف خلف أعمال الشغب.

وحصيلة هذه الاضطرابات كبيرة إذ تحدثت السلطات عن مقتل "عشرات" المتظاهرين وإصابة أكثر من ألف شخص، بينهم 62 جروحهم بالغة.

ونقلت وكالات الأنباء عن السلطات قولها إن 18 عنصرًا من قوات الأمن قُتلوا وجُرح 748.

وأخفق الرئيس حتى الآن في تهدئة غضب المتظاهرين، رغم تنازله على صعيد أسعار الغاز واقالة الحكومة.

على خطّ موازٍ، تمارس السلطات قمعًا صارمًا ضد المتظاهرين: فقد أعلنت حال الطوارئ الأربعاء وحظر تجوّل ليلي، وأبلغت الخميس عن توقيف نحو 2300 شخص في ألماتي فقط.

- "ليرحل العجوز":

أظهرت لقطات على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الأربعاء مشاهد فوضى من نهب محلات تجارية واقتحام بعض المباني الإدارية وإحراقها في ألماتي فيما سمعت طلقات أسلحة آلية.

واستهدف المتظاهرون خصوصًا مقرّ البلدية والمقرّ الرئاسي الذي احترق، وفق ما أفاد فريق فرانس برس الخميس.

وفي حين كانت خدمة الانترنت مقطوعة، علّقت المؤسسات المالية في البلاد عملها وكذلك مطارات الماتي والعاصمة نور سلطان وأكتوبي وأكتاو.

وكان الرئيس توكاييف أكد الأربعاء أن "عصابات إرهابية" تلقّت "تدريبًا في الخارج" كانت تقود التظاهرات.

إضافة إلى ارتفاع الأسعار، فإن غضب المتظاهرين موجّه أيضًا ضدّ الرئيس السابق الاستبدادي نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 وما زال يحتفظ بنفوذ كبير. وهو الموجّه الرئيس الحالي توكاييف.

وردد المتظاهرون هتافات ضدّه مثل "ليرحل العجوز". في تالديكورغان (جنوب شرق)، أسقط محتجّون تمثالًا لنزارباييف.

- قلق دولي:

وتعيش في كازاخستان كبرى الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى وأكبر اقتصاد في المنطقة، أقلية كبيرة روسية عرقيا وترتدي أهمية اقتصادية وجيوسياسية بالنسبة لروسيا.

ودعت موسكو الأربعاء إلى حل الأزمة من خلال الحوار "وليس من خلال أعمال الشغب في الشوارع وانتهاك القوانين".

من جانبها، دعت الأمم المتحدة الخميس كل الأطراف في كازاخستان إلى "الامتناع عن العنف" والبحث عن "حل سلمي".

أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" حيال الاضطرابات في كازاخستان، معتبرًا أن إرسال روسيا دعمًا عسكريًا خارجيًا يعيد "ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها".

وحذّرت الولايات المتحدة القوات الروسية من السيطرة على المؤسسات الكازاخستانية، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.