روسيا تختبر بنجاح صاروخ "زيركون" الخارق للصوت
- وكالة الأنباء الفرنسية, إسطنبول
- Jul 22, 2021
باتت روسيا هي من يقود السباق بتطويرها مجموعة من الأسلحة الخارقة للصوت وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر".
وجاءت خطوة موسكو الأخيرة الأسبوع الجاري مع اختبار آخر ناجح لصاروخ "زيركون" الخارق للصوت الذي يتم إطلاقه من السفن.
ولدى إطلاقه من إحدى سفن روسيا الحربية الأقوى وهي فرقاطة الأميرال غورشكوف، حلق صاروخ "زيركون" الذي يتحرك أسرع من الصوت بسبع مرات على مدى أكثر من 350 كلم ليضرب هدفا على ساحل بحر بارنتس.
وإذا نجحت تدريبات أخرى، سيكون "زيركون" في طريقه للانضمام إلى ترسانة الأسلحة الروسية الخارقة للصوت التي تضم منظومة "أفانغارد" للصواريخ الانزلاقية وصواريخ "كينجال" التي تطلق من الجو.
وبإمكان الأسلحة فرط الصوتية أن تحلق بسرعات تتجاوز بخمس مرات على الأقل سرعة الصوت والقيام بمناورات أثناء تحليقها، ما يصعب تعقبها واعتراضها مقارنة بالمقذوفات التقليدية.
ويتفق الخبراء على أن روسيا متقدمة حتى الآن في تطوير هذا النوع من الأسلحة.
إذ قال المحلل الدفاعي المستقل في موسكو ألكساندر غولتس لفرانس برس "روسيا وحدها تملك الأسلحة الخارقة للصوت لكن الجميع يريدها".
وقد استغل بوتين خطابه عن حال الأمة عام 2018 ليستعرض لأول مرة مجموعة من الأسلحة فرط الصوتية، متباهيا بقدرتها على تجنب جميع الأنظمة الدفاعية الموجودة حاليا.
- "أسبقية مؤقتة" -
ثم أعلنت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وغيرها من القوى الكبرى عن خطط لتطوير أسلحة فرط صوتية خاصة بها ويتوقع بأن تلحق بالركب قريبا.
وقال نائب مدير "المرصد الفرنسي الروسي" في موسكو إيغور ديلانو إن "الروس يدركون تماما بأن الأسبقية التي يتمتعون بها مؤقتة".
وأضاف "سيلحق بهم الأميركيون في غضون أشهر أو خلال عام ونصف العام أو عامين على أكثر تقدير".
ولم يمر اختبار الأسبوع الجاري مرور الكرام.
إذ قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركي جون كربي إن صواريخ روسيا الجديدة الخارقة للصوت "يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار وأن تشكل مخاطر كبيرة"، فيما أشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي إلى أن الأسلحة تتسبب "بزيادة خطر التصعيد ووقوع أمور غير محسوبة".
لكن المحللين يشيرون إلى أنه رغم أن الأسلحة الخارقة لجدار الصوت مبهرة، إلا أنها ليست تكنولوجيا يمكنها تغيير قواعد اللعبة.
وقال غولتس "من وجهة نظر عسكرية، لا يوجد فرق إطلاقا بينها وبين رأس حربي عادي يتبع ببساطة مسارا بالستيا في الفضاء ومن ثم يضرب أراضي الولايات المتحدة دون أي مناورات".
ولدى روسيا، التي تملك أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم ومخبأ ضخما للصواريخ البالستية، قدرات عسكرية أكثر من كافية لردع أعدائها.
- ورقة ضغط -
يطرح ذلك تساؤلات بشأن المغزى من إنفاق المليارات على أسلحة جديدة فائقة السرعة.
ويعلق الباحث في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والتعاون كاميرون تريسي على الأمر بالقول إن "الفكرة ليست بالضرورة استخدام هذه الأسلحة لأي شيء... بل لإظهار الأسبقية في امتلاك أي سلاح يمكن لآخرين تطويره والبقاء دوما في الطليعة".
كما أن الخطوة تمنح بوتين ورقة ضغط يمكنه استخدامها في أي مفاوضات مع واشنطن بشأن ضبط الأسلحة.
وقال تريسي "إنها استراتيجية معتادة بأن يتم تطوير أنظمة أسلحة جديدة مع فكرة أنك لن تستخدمها في الواقع، لكنك ستستخدمها كورقة للمساومة في المفاوضات".
وتطرق بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن إلى مسألة استئناف المفاوضات بشأن "الاستقرار الاستراتيجي" بعدما أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحاب واشنطن من عدة اتفاقيات لكبح التسلح مع روسيا.
وقال الخبير بشأن الأسلحة النووية في "اتحاد العلماء الأميركيين" هانز كريستنسن "إنها بالتأكيد المرحلة الأولى في سباق التسلح.. بات تطوير قوى أصغر (أسلحة خارقة للصوت) مسألة وقت فقط".
وتابع "لا أحد يعرف كيف يمكن أن يتجه الوضع".
وأكد "إنه حاليا سباق خطير.. عندما يضيفون القدرة النووية إلى الصواريخ في حال تم ذلك، فسيخلق الأمر تحديات أمنية أكثر خطورة".