قررت السلطات الانتخابية في قرغيزستان إعادة الانتخابات البرلمانية في كانون الأول/ديسمبر بعد أن أُلغيت نتائجها بسبب اتهامات بالتزوير، فيما سارع رئيس الوزراء صدر جباروف إلى طمأنة روسيا بخصوص الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقالت لجنة الانتخابات إن الانتخابات الجديدة ستجري في 20 كانون الأول/ديسمبر بعد إلغاء تصويت سابق بسبب الأزمة السياسية التي أطاحت بالرئيس وأثارت قلق روسيا.
وذكرت اللجنة في بيان أنّ أعضاء اللجنة المركزية للانتخابات وافقوا بالإجماع على الموعد الجديد.
ونظمت تظاهرات في البلاد بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر وفازت فيها أحزاب موالية للرئيس لكن المعارضة نددت بعمليات شراء للأصوات. وتم إلغاء نتائج الانتخابات لاحقا لكن هذه الخطوة لم تؤد إلى خفض التوتر وتجري اشتباكات بين المحتجين والشرطة.
وفي الأسبوع الذي تلى الانتخابات، اختفت كل الحكومة تقريبا بينما كانت المجموعات المتنافسة تسعى لانتزاع المناصب التنفيذية.
واستقال سورونباي جينبيكوف من منصبه كرئيس الخميس الماضي، ما سمح للشعبوي جباروف الذي تمت تسميته رئيسا للوزراء في اليوم السابق، بتولي منصب رئيس الدولة بالنيابة.
وبات سورونباي جينيبكوف ثالث رئيس للبلاد يستقيل منذ 2005.
وأثارت هذه الاضطرابات قلق روسيا التي تحتفظ بقاعدة عسكرية في البلاد وتشكل وجهة لمئات الآلاف من المهاجرين الآتين من قيرغيزستان.
وقال صحافي حكومي إن جباروف استقبل سفير موسكو نيكولاي أودوفيتشينكو الأربعاء، في أول محادثات يعلن عنها مع مسؤول روسي منذ أن أصبح رئيسا للوزراء.
وشكر جاباروف أودوفيتشنكو على "دور موسكو المهم" في تحقيق الاستقرار في البلاد، بعد أن أجرى ديمتري كوزاك، نائب رئيس الإدارة الرئاسية لفلاديمير بوتين، محادثات مع جباروف وجينبيكوف الأسبوع الماضي.
وقال جباروف إن روسيا "كانت وستظل شريكا استراتيجيا موثوقا لبلدنا" وقدم تأكيدات بالحفاظ على الوضع الدستوري للغة الروسية.
مساعدة روسية:
بدوره، هنأ أودوفيتشينكو جباروف على توليه رئاسة الوزراء، وقال إن موسكو مستعدة لمساعدة قرغيزستان في تحديث النظام الضريبي والإجراءات الجمركية، حسب ما جاء في البيان.
والاسبوع الماضي، ذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أنّ وزير الخارجية رسلان كازاكباييف سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الخميس.
وبعد الاتفاق على موعد لإجراء انتخابات برلمانية جديدة، يتعين على النواب الآن تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية.
وكانت تقارير في الإعلام المحلي قالت الاسبوع الماضي إنّ الانتخابات الرئاسية ستعقد في 17 كانون الثاني/يناير.
وبحسب دستور البلاد، لا يمكن لجباروف البالغ 51 عاما الترشح للرئاسة ما لم يترك منصبه كرئيس للوزراء قبل بدء فترة الانتخابات.
وصرح جباروف أنه سيسعى غلى تغيير الدستور وإعادة هيكلة البرلمان لكن السلطة التشريعية لم تناقش بعد أي خطط ملموسة.
وتعاني قرغيزستان، الدولة الأكثر ديمقراطية بين جمهوريات آسيا الوسطى، من عدم استقرار أدى إلى وقوع ثورتين وسجن ثلاثة من رؤسائها أو إرسالهم إلى المنفى منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وللمصادفة ومع استقالة جينبيكوف يكون رؤساء البلاد الخمسة الذين تولوا السلطة في فترة ما بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي السابق، قد غادروا مناصبهم في الحادية والستين من العمر.