موسكو تحتفل بتدشين ثلاثة مشاريع ضخمة لنقل الغاز في العالم
- وكالة الأنباء الفرنسية, إسطنبول
- Dec 02, 2019
تحتفل روسيا، أول مصدر للغاز الطبيعي في العالم ومجموعتها العملاقة "غازبروم" في الأسابيع القادمة بتدشين 3 مشاريع الواحد تلو الآخر لثلاثة خطوط أنابيب غاز رئيسية تربطها بالصين وألمانيا وتركيا.
باور أوف سايبيريا:
يربط أول أنبوب غاز ضخم دُش ن في الثاني من كانون الأول/ديسمبر، حقول الغاز في سيبيريا الشرقية بالحدود الصينية، ويمتد على مسافة تبلغ أكثر من ألفي كيلومتر بين غابات الصنوبر والأراضي المتجمدة.
ويُفترض أن ينتهي بناء الجزء الصيني بين عامي 2022 و2023 ما سيسمح بنقل 38 مليار متر مكع ب من الغاز سنوياً إلى شنغهاي لإشباع الحاجة الضخمة إلى الطاقة في الصين، أول مستورد للنفط والغاز في العالم.
ويرافق الأنبوب، عقد ضخم لإمدادات الغاز إلى الصين تُقد ر قيمته بأكثر من 400 مليار دولار مدته ثلاثين عاماً تم توقيعه عام 2014 بعد عقد من المفاوضات.
ويمثل أنبوب "باور أوف سايبيريا" (قوة سيبيريا) الذي تم بناؤه في ظل ظروف قاسية، يد بوتين الممدودة لآسيا، في وقت تشهد العلاقات مع شركائه الغربيين التقليديين توترات نسبية منذ بدء النزاع الأوكراني.
نورد ستريم 2:
لا تزال أوروبا أولويةً بالنسبة لعملاق الغاز الروسي، رغم التوترات في السنوات الأخيرة.
ويُفترض أن يزو د أنبوب مثير للجدل هو "نورد ستريم 2" الذي يصل إلى ألمانيا، في شمال أوروبا وغربها عبر بحر البلطيق بالغاز، دون المرور بأوكرانيا. وتبلغ قدرته السنوية 55 مليار متر مكع ب من الغاز، على غرار أنبوب "نورد ستريم 1".
وتند د بهذا المشروع أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق، وكذلك الولايات المتحدة التي ترى أنه هدية لخصمها الكرملين. ووصلت واشنطن إلى حد التهديد بفرض عقوبات على المشروع.
وبلغت كلفة بناء الأنبوب 9,5 مليار يورو، وهو ممول بنصفه من غازبروم والنصف الثاني من الأوروبيين: الشركتان الألمانيتان "وينترشال" و"أونيبر" والشركة الإنكليزية الهولندية "شيل" والمجموعة الفرنسية "إنجي" والنمساوية "أو أم في".
في البداية، كان يُفترض أن يُدش ن الأنبوب الذي تم بناء أكثر من 80% منه، قبل نهاية العام 2019، لكن موافقة الدنمارك على عبور مياهها لم تُسلم قبل أواخر تشرين الأول/أكتوبر. ولم يُعرف الموعد الجديد لبدء تشغيله.
وأعربت شركة "غازبروم" عن أملها في تدشينه قريباً لكن إنهاء بناء الأنبوب سيكون رهن الأحوال الجوية في خضم فصل الشتاء في البحر.
والوقت يدهم من أجل تشغيله، إذ إن العقد بين روسيا وأوكرانيا لنقل الغاز إلى أوروبا ينتهي في نهاية العام 2019. ولا ترغب دول أوروبا الغربية في أن تشهد مجدداً انقطاع الإمدادات في فصل الشتاء على غرار ما حصل في العقد الأول من الألفية الثالثة جراء الخلافات الروسية الأوكرانية.
تركستريم:
في كانون الثاني/يناير المقبل، يُتوقع أن يدشن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، خط أنبوب غاز "تركستريم" الذي يلتف على أوكرانيا أيضاً ويربط روسيا بجنوب أوروبا وتركيا.
وتبلغ قدرته 31,5 مليار متر مكعب سنوياً وهو يعبر مسافة 930 كيلومتراً من البحر الأسود على غرار سلفه خط أنبوب "بلو ستريم". يصل أحد أنبوبي "تركستريم" إلى تركيا أما الآخر فيصل إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا.
وتم توقيع اتفاق نوايا لبنائه بين غازبروم وبوتاس عام 2014 ثم أبرم الرئيس بوتين ونظيره أردوغان العقد في أواخر 2016. ويرمز المشروع اليوم إلى التقارب بين روسيا وتركيا.