فيما تهنئ السلطة الإيرانية نفسها بإحباط "حرب عالمية" ضد الجمهورية الإسلامية، قال الرئيس الأميركي إن الحكومة الإيرانية تتستر على ما يجري من "موت ومأساة" في خضم موجة من الاحتجاجات التي شهدتها إيران خلال الأيام الماضية.
وقد كتب دونالد ترامب الخميس على تويتر "أصبحت إيران غير مستقرة إلى درجة أن النظام أغلق شبكة الإنترنت بالكامل حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من التحدث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد". وأضاف "إنهم لا يُريدون أي قدر من الشفافية، معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسببها النظام الإيراني!".
وحض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس المحتجين الإيرانيين على إبلاغ الولايات المتحدة بأي صور ومعلومات أخرى تُوثق "عمليات قمع" الاحتجاجات من جانب النظام الإيراني، متعهدًا بمعاقبة مرتكبي "الانتهاكات".
وكتب بومبيو تغريدة على تويتر بالفارسية ثم بالإنكليزية جاء فيها "طلبتُ من المحتجين الإيرانيين أن يُرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة النظام على المتظاهرين". وأضاف أن "الولايات المتحدة ستنشر هذه الانتهاكات وتُعاقب" مرتكبيها.
وبعد أيام عدة من التظاهرات التي اندلعت الجمعة الماضي احتجاجًا على زيادة مفاجئة في أسعار الوقود، عادت السُلطات الإيرانية لتؤكد الأربعاء نجاحها في التصدي "لمؤامرة" تُحاك في الخارج.
وأكدت السلطات حتى الآن مقتل خمسة أشخاص، لكن الأمم المتحدة أبدت خشيتها من مقتل "العشرات" خلال المواجهات.
وقال الحرس الثوري في بيان "وقعت حوادث، بعضها كبير وبعضها صغير، نتيجة زيادة أسعار البنزين في أقل من مئة مدينة عبر إيران". وجاء في البيان الذي نشره موقع "سيبا نيوز"، الصفحة الرسمية للحرس الثوري، أنه "تم وضع حد لهذه الأحداث في أقل من 24 ساعة، وفي بعض المدن في 72 ساعة".
وتابع "هذه نتيجة يقظة القوات المسلحة وقوات حفظ النظام وتحركهما السريع"، مشيرًا إلى أن "توقيف قادة الاحتجاجات ساهم إلى حد بعيد في تهدئة الاضطرابات". وأوضح الحرس الثوري أن "القادة الرئيسيين" أوقِفوا في محافظتي طهران والبرز المحاذية وفي مدينة شيراز في وسط جنوب البلاد.
من جهتها، نقلت وكالة أنباء "مهر" عن الأميرال علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي أن "كل مثير شغب، حيثما وجِد في إيران، سيتم التعرف إليه وسينال قصاصه".
الموت للمنشقين:
في استعادةٍ لممارسة يُندد بها الحقوقيون بانتظام، بث التلفزيون الإيراني الخميس "اعترافات" سيدة تدعى فاطمه داواند متهمة بأنها "إحدى قيادات أعمال الشغب" في الشمال الغربي.
كما أورد المصدر ذاته توقيف موظف سابق في السفارة الإيرانية في الدنمارك متهم بالمشاركة في غلق طريق سريع في طهران.
وعثر في منزله على "معدات تجسس ومعدات إلكترونية أخرى".
وكما حدث الأربعاء، بثت قناة التلفزيون الحكومية مشاهد تظاهرات "عفوية" دعمًا للسلطات في كثير من المدن الإيرانية، شهدت هتافات "الموت للمنشقين، الموت لأميركا".
واندلعت التظاهرات التي تمت خلالها مهاجمة محطات وقود ومفوضيات شرطة ومساجد وأبنية عامة، مساء الجمعة بعد ساعات من إعلان الحكومة عن تعديل نظام دعم أسعار البنزين تستفيد منه الأسر الفقيرة لكنه ترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين في محطات الوقود.
وخرجت التظاهرات في وقت يشهد العراق المجاور احتجاجات شعبية واسعة تُطالب السلطات بحل مشكلات الطبقات الفقيرة ووقف تدخل إيران في الشؤون العراقية.
وتعتبر طهران أن ما يجري في العراق وما جرى في إيران مؤامرات حاكتها أياد خارجية معادية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية خصم إيران الإقليمي.