بوتين يبدأ حملته الانتخابية الرئاسية في مؤتمره الصحفي السنوي

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 14.12.2017 00:00
آخر تحديث في 14.12.2017 21:25
الرئيس الروسي أثناء دخوله المؤتمر الصحفي السنوي رويترز الرئيس الروسي أثناء دخوله المؤتمر الصحفي السنوي (رويترز)

كعادته من كل عام، يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس مؤتمر نهاية العام الصحفي وسيكون ذلك اول ظهور علني له منذ إعلان ترشحه لولاية رئاسية رابعة في انتخابات آذار/مارس المقبل.

وقد منح اعتماد لهذا العرض الإعلامي لأكثر من 1640 صحافيا على أن يبدأ عند الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش، ويشكل فرصة للرئيس للرد على الاسئلة بشأن السياسة الخارجية او حالة الطرق او حتى حياته الخاصة.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان بوتين استعد طوال نهار الاربعاء للرد على اسئلة الصحافيين.

ويفترض ان يتركز الاهتمام هذه السنة على نوايا بوتين بشأن ولايته المقبلة التي سيفوز بها حتماً ما لم تحدث مفاجأة، ليبقى في الرئاسة حتى 2024، اي بعد ربع قرن على اختياره من قبل الرئيس الاسبق بوريس يلتسين.

وقال الخبير السياسي كونستانتين كالاتشيف "ستكون هذه بداية الحملة الانتخابية. إذ لن يجري المؤتمر الصحافي بدون مراجعة العمل الذي جرى ولا بدون وعود انتخابية".

ومع ان ترشحه كان لا شك فيه، سعى الرئيس الى الابقاء على بعض الغموض حتى السادس من كانون الاول/ديسمبر للانتخابات التي ستجرى في 18 آذار/مارس بعد أربع سنوات على ضم شبه جزيرة القرم.

واشار آخر استطلاع للرأي لمركز ليفادا المستقل ان الرئيس يأتي في الطليعة من الآن بحصوله على تأييد 75 % من الناخبين، متقدما بفارق كبير على الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان على انتقاد الكرملين علنا.

أما الرجل الذي بدا المعارض الاول لبوتين، الليبرالي اليكسي نافالني، فلن يتمكن من الترشح بسبب ملاحقات قضائية ضده، يؤكد انها سياسية.

* تأثير سوريا؟:

يرشح المعسكر الليبرالي نجمة التلفزيون كسينيا سوبتشاك، لكن استطلاعات الرأي تشير الى انها لن تحصل على اكثر من واحد % من الاصوات. وقد استفادت من عملها كصحافية في قناة "دويد" المعارضة للحصول على اعتماد للمؤتمر الصحافي الخميس.

أما التحدي الرئيسي الذي سيواجهه بوتين هو اقناع الروس بالتصويت في هذه الانتخابات التي تبدو نتائجها محسومة. إذ قال 28 % فقط من الناخبين انهم "متأكدون" من انهم سيدلون بأصواتهم في آذار/مارس، حسب استطلاع مركز ليفادا.

ومنذ اعلان ترشحه، سعى الرئيس الروسي الى الظهور كقائد عسكري ورمز لعهد عادت فيه روسيا بقوة الى الساحة الدولية من الازمة الاوكرانية الى النزاع في سوريا، وكذلك في اجواء الحرب الباردة مع الغربيين.

من جهته، رأى المحلل السياسي يفغيني مينتشينكو ان فلاديمير بوتين يدرك ان العملية في سوريا وخصوصا مقارنة بكارثة الحرب السوفيتية في افغانستان (1979-1989) "فعالة جدا لصورته".

* تفاؤل اجتماعي:

بعد هذا الفصل المتعلق بالتطورات الدولية، يفترض ان يعيد المؤتمر الصحافي التركيز على السياسة الداخلية. إذ تخرج روسيا من انكماش اقتصادي استمر سنتين نجم عن تراجع اسعار النفط والعقوبات الغربية. وقد ادى الى تراجع كبير في القدرة الشرائية للروس على الرغم من الوعود الاجتماعية في 2012.

ويفترض ان يتحدث بوتين عن عودة بلده الى طريق النمو في 2017. لكن الانتعاش يتباطأ من الآن وعلى الامد الطويل اذ ان تراجعا جديدا في عدد السكان يمكن ان يؤدي الى تفاقم هذا التوجه، لذلك يتوقع ان تطرح اسئلة عديدة في هذا الشأن.

كما ان بوتين "سيحاول ان يظهر ان الدولة تصغي للعائلات الفتية وللعائلات التي لديها اطفال". وبشكل عام كل المؤتمرات الصحافية لبوتين تشكل فرصة للتعبير عن تفاؤل اجتماعي.