الاغتصاب... سلاح جيش ميانمار الممنهج ضد مسلمات الروهينغا
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Dec 11, 2017
كما هي عادة الطغاة وجيوشهم، يعتبر الاغتصاب السلاح الأمضى والأكثر إرهاباً. وكما يحدث على سبيل المثال في سوريا حيث تمارس قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له الاغتصاب بمنهجية همجية، يحدث الأمر نفسه في ميانمار حيث تستمر مأساة شعب الروهينغا وتستمر معها القصص والتحقيقات التي تقشعر لها الأبدان.
إذ بدأت منظمات حقوقية في تجميع شهادات نساء عما عاشوه من جحيم الاغتصابات.
فتحكي امرأة مسلمة ليلة دهمها سبعة جنود بيتها مع زوجها في حزيران الماضي. كانت تعلم ما يكفي كي تصاب بالرعب. كان الجيش يقوم بمهاجمة قرى الروهينغا، كجزء من مما وصفته الأمم المتحدة بأنه تطهير عرقي في معظم أنحاء البلد البوذي. وسمعت قبل أيام قليلة ان الجنود قتلوا والديها وان شقيقها مفقود. والآن جاء الجنود اليها. ربط الرجال زوجها بحبل، وشدوا وشاحها حول فمه. نزعوا عنها مجوهراتها وجردوها من ملابسها ثم ألقوها الى الأرض.
بعدها، قالت، بدأ الجندي الأول باغتصابها. قاومته، لكن الرجال الأربعة الآخرين أمسكوها وضربوها بالعصي. أخيرا نجح زوجها في رفع اللثام عن وجهه وبدأ بالصراخ. ثم شاهدت جنديا وهو يطلق الرصاص على صدر الرجل الذي تزوجته قبل شهر واحد فقط. وقام جندي آخر بجز رقبته.
جن جنونها. عندما انتهى الجنود من فعلتهم سحبوها الى الخارج وأضرموا النار في منزلها المقام من قصب الخيزران. لم يمر شهران حتى أدركت ان بؤسها الذي لم ينته بعد: لقد كانت حاملا.
* نتيجة فظيعة:
اغتصاب قوات الأمن في ميانمار لنساء الروهنغيا منتشر على نطاق واسع ويتم بشكل منهجي، هذا ما خلصت إليه أسوشيتد برس من خلال مقابلات أجرتها مع 29 سيدة وفتاة فررن إلى بنغلاديش المجاورة. كما تم إجراء مقابلات منفصلة في عدة مخيمات للاجئين مع سيدات تعرضن لاعتداءات جنسية.
وقد وصفن الاعتداءات التي كانت بين أكتوبر/ تشرين الأول 2016 ومنتصف سبتمبر/ أيلول الماضي. هناك تشابه مثير للاشمئزاز في قصصهن، وأنماط رواياتهن، وما كان يرتديه المهاجمون.
تؤيد هذه الشهادات تأكيد الأمم المتحدة أن الجيش في ميانمار يستخدم الاغتصاب "بشكل منهجي كأداة متعمدة للإرهاب تهدف إلى إبادة الروهنغيا."
لم يرد الجيش على مكالمات أسوشيتد برس للتعليق، بيد أن تحقيقا عسكريا داخليا أجرى الشهر الماضي وخلص إلى عدم تورط القوات في أي من هذه الهجمات!
وعندما سأل صحفيون عن مزاعم الاغتصاب خلال جولة نظمتها الحكومة إلى راخين في سبتمبر / أيلول الماضي، أجاب وزير شؤون الحدود في ولاية راخين، فون تينت، "هؤلاء النسوة يدعين أنهن تعرضن للاغتصاب، لكن انظروا إلى مظهرهن - هل تعتقدون أنهن يتمتعن بالجاذبية كي يتعرضن للاغتصاب."
لكن أطباء وعمال إغاثة يقولون إنهم فوجئوا بالحجم الهائل لجرائم الاغتصاب بين اللاجئات، ويشتبهون في أن عددا قليلا فقط من النساء كشفن عن تعرضهن لذلك.
وقد عالج أطباء منظمة أطباء بلا حدود 113 سيدة تعرضت للعنف الجنسي منذ أغسطس / آب الماضي، ثلثهن دون سن الثامنة عشرة، وبينهن فتاة عمرها 9 سنوات.
جميعهن، باستثناء واحدة، قلن إن المعتدين كانوا يرتدون الزي العسكري الرسمي ذا اللون الأخضر الداكن. وذكرت هذه السيدة، التي قالت إن الذين هاجموها كانوا يرتدون ملابس مدنية، أن جيرانها أقروا بأن المعتدين يعملون في موقع عسكري محلى.
وقالت عدة سيدات إن زي المهاجمين كان به بقعا بالإضافة لنجمة أو نجمتين معلقتين. تشير هذه البقع إلى وحدات مختلفة بجيش ميانمار.
ورغم أن الاستخدام المتزايد لهذه الهجمات يعد ظاهرة جديدة، لكن التورط في العنف الجنسي ليس أمرا جديدا على قوات الأمن في ميانمار.
فقبل أن تصبح زعيمة لميانمار، قالت أونغ سان سو تشي نفسها إن القوات المسلحة في بلادها استخدمت الاغتصاب كسلاح من أجل تخويف القوميات العرقية داخل البلاد.
ولم تفشل حكومة سو تشي فقط في إدانة روايات الاغتصاب التي ظهرت مؤخرا، لكنها وصفت هذه الروايات بالكاذبة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، أصدرت حكومة ميانمار بيانا صحفيا ينفي التقارير التي تحدثت عن تعرض الروهنغيات لاعتداءات جنسية، مصحوبا بصورة كتب عليها "الاغتصاب المزيف"