لقيت أقوى تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إدانات دولية وانتقادات شديدة من جهات دولية عديدة، بينما دعا الخصوم إلى مزيد من العقوبات، في وقت لا يزال فيه التخبّط سيد الموقف بشأن كيفية التعامل مع تهديدات بيونغ يانغ.
وقالت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إنها حققت هدفها المتمثل في أن تصبح دولة نووية بعد أن اختبرت بنجاح صاروخا جديدا عابرا للقارات يمكنه استهداف "القارة الأميركية برمتها".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد روبرت ماننغ أن "البنتاغون اكتشف وتتبع صاروخًا أطلقته كوريا الشمالية اليوم في الساعة (01:17) مساء بتوقيت الساحل الشرقي (18:17 ت.غ)".
وقال في بيان، إن "التقديرات الأولية تشير إلى أن هذا الصاروخ كان باليستيًا عابرًا للقارات".
وحدد البيان مصدر إطلاق الصاروخ من مدينة سين ني بكوريا الشمالية، وأشار إلى أنه "استمر بالتحليق مسافة ألف كيلومتر تقريبًا قبل أن يسقط في بحر اليابان".
وأضاف: "تقديرات قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية، المعروفة باسم نوراد، قد استنتجت أن عملية الإطلاق من كوريا الشمالية لم تشكل تهديدًا على أمريكا الشمالية أو الأراضي التابعة لها أو حلفائنا".
وشدد المتحدث على أن التزام بلاده بأمن حلفائها في كوريا الجنوبية واليابان "ضد هذه التهديدات لا يتزعزع"، ومضى قائلًا: "نظل مستعدين للدفاع عن أنفسنا وحلفائنا من أي هجمات أو استفزازات".
فيما أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي محادثة هاتفية طارئة بعد إطلاق كوريا الشمالية الأربعاء صاروخا بالستيا جديدا عابرا للقارات.
ونشر المسؤول عن وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو على تويتر صورة لترامب متحدثا إلى آبي، وقال إن المحادثة "تتعلق بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات في بحر اليابان".
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول التجربة الصاروخية "هذا وضع سنتعامل معه".
وأضاف ترامب في خطاب متلفز وجهه للصحفيين "ربما سمعتم ما حدث، فقد قام بعضكم بالنشر عن هجوم صاروخي أطلقته قبل قليل كوريا الشمالية، كل ما سأقوله لكم الآن هو أننا سنتعامل معه".
وأكد الرئيس الأمريكي أن سياسته مع كوريا الشمالية "لم تتغير"، في إشارة إلى تكثيف الجهد الدبلوماسي العالمي من أجل زيادة الضغط على بيونغ يانغ.
من جانبه، أدان الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان اليوم الأربعاء إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات، متحدثا عن خطر خروج التوتر في شبه الجزيرة الكورية عن السيطرة.
وكان مون جاي-ان يتحدث في اجتماع لمجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي الذي عقد جلسة طارئة بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخا جديدا عابرا للقارات تحطم في بحر اليابان.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي إن عملية الإطلاق الصاروخية الجديدة تشكل تهديدا لأمن المنطقة.
بدوره عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "إدانته الشديدة" لإقدام كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ عابر للقارات ودعا بيونغ يانغ الى "الامتناع عن القيام بأفعال جديدة مزعزعة للاستقرار".
وقال غوتيريش إن التجربة الصاروخية البالستية الكورية الشمالية "انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن ويُظهر "ازدراء بيونغ يانغ التام للمجتمع الدولي".
وأدانت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، مشيرة أن هذه الأزمة سيتم تناولها خلال اجتماع لوزراء خارجية عدد من الدول، من المنتظر أن ينعقد في كندا.
فيما أدان وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز، اليوم الأربعاء، التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية.
وقال بيترز، في بيان نُشر على موقع وزارته، إن هذه التجارب الصاروخية "تسببت بخيبة أمل عميقة" لدى بلاده. وأكد أن كوريا الشمالية تنتهك بهذه التجارب قرارات العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة، مؤكداً استمرار دعم بلاده لجهود إقناع بيونغ يانغ بتدمير أسلحتها النووية والباليستية.
وشدد على دعم نيوزيلندا "التوصل إلى حل دبلوماسي في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الأمن العالمي".
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، عن الهيئة، أن الصاروخ أطلق في الساعة (03:30) الأربعاء بالتوقيت المحلي (الثلاثاء 18:30 ت.غ) من مدينة بيونغ سونغ جنوب غربي كوريا الشمالية.
وأوضحت الوكالة أن الصاروخ أطلق نحو شرق شبه الجزيرة الكورية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكانت كوريا الشمالية أجرت آخر تجربة صاروخية لها في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي عندما أطلقت صاروخًا باليستيًّا متوسط المدى.