تشهد العاصمة الصينية بكين اليوم افتتاح المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي الحاكم الذي يعقد كل خمس سنوات..
وقد ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ، في هذه المناسبة كلمة قال فيها إن بلاده حققت تقدما مهما خلال السنوات الخمسة الأخيرة، مؤكدا أنها ستواصل الانفتاح على الخارج والتشجيع على التجارة الحرة.
وفي خطاب استمر لأكثر من ثلاث ساعات أمام رمز عملاق للمطرقة والمنجل الشيوعيين محاطا بأعلام حمراء، أعلن الرئيس أن "الاشتراكية على الطريقة الصينية دخلت حقبة جديدة"، مبددا أي أمل في الانفتاح الليبرالي للنظام.
وحث الرئيس الصيني الحزب الشيوعى الحاكم على القيام بدور أكثر قوة وفاعلية في المجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية لمواجهة التحديات "الصعبة" التي تواجه البلاد بشكل أفضل.
وفي حديثه داخل قاعة الشعب الكبرى الضخمة بالقرب من ميدان تيانانمن بالعاصمة، وضع شي رؤية الحزب حاكم الذي يتحكم في كل شيء في البلاد من الدفاع عن الأمن القومي حتى التوجيه المعنوي للمواطنين الصينيين.
اتبع شي في خطابه نهجا وطنيا ودعا الحزب الحاكم ليس فقط إلى حماية سيادة الصين وإنما أيضا لإحياء الثقافة الصينية ومعارضة الأيديولوجيات "الخاطئة" وتعزيز الدين الرسمي للبلاد.
وقال شي أمام مئات الوفود، ومعظم رجال يرتدون سترات داكنة ويصفقون بانتظام وهم يقرؤون نسخة من الكلمة المعدة سلفا: "لتحقيق أحلام كبيرة، يجب أن يكون هناك كفاح كبير. سيتعين على الحزب تحمل مخاطر ضخمة والتغلب على مقاومة كبيرة".
هذا ويحكم شي الصين بلا منازع، ومن المتوقع أن يحصل على ولاية ثانية مدتها خمس سنوات كزعيم للحزب خلال المؤتمر. ويقول محللون إن شي عزز سلطته بتهميش منافسيه داخل الحزب، بما فى ذلك مقربين من سلفه هو جين تاو والرئيس السابق جيانغ زيمين.
وأقر الرئيس الصيني في اعتراف نادر بالتحديات الاقتصادية الحادة التي تواجهها بلاده. وكان قادة صينيون آخرون قد حذروا منذ الأزمة الاقتصادية لعام 2008 من أن النمو الاقتصادي في الصين يواجه ضغوطا بسبب ضعف الطلب العالمي الذي يهدد الصناعات التصديرية في ثاني اكبر اقتصاد في العالم.
وأشاد شي بجهود الصين الرامية الى بناء الجزر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وكذلك مبادرة التوقيع على السياسة الخارجية وهي مشروع استثمار البنية التحتية "حزام واحد وطريق واحد" يهدف الى تحسين العلاقات بين الصين واوروبا وافريقيا.
كما اشاد بقبضة الحزب المشددة على الامن الداخلي، قائلا انه تم الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الامن الوطني.
وتعهد شي بأن الحزب لن "يتسامح مطلقا" مع الفساد، وقال ان الحزب "سيواصل تطهير وتحسين واصلاح نفسه" في اشارة على انه لن يسمح بعمليات تفتيش خارجية على الكسب غير المشروع.
وسوف ينتظر المراقبون لمعرفة ما اذا كان شي، 64 عاما، قد يتطلع الى تعيين خلف له. وبينما تقتصر رئاسة البلاد على فترتين مدة كل منهما خمس سنوات، فإن مدة رئاسة الحزب لا تقتصر إلا على العرف السائد.
ويشارك في المؤتمر الذي يُختتم في 24 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، أكثر من 2000 مندوب يمثلون الحكومة والجيش والولايات ومناطق الحكم الذاتي والشركات الحكومية وممثلي القاعدة الشعبية للحزب.
ويتابع المؤتمر أكثر من 3 آلاف ممثل وسائل إعلام محلية وأجنبية.