أعلنت حركة طالبان في أفغانستان أن اليوم الجمعة هو "يوم المجاهدين" إعلاناً عن بدء هجومها الربيعي السنوي، ما ينذر بحلقة دموية جديدة في النزاع الذي يتخبط فيه البلد بعد أسبوع واحد فقط على هجوم دام استهدف قاعدة عسكرية لقوات الأمن الافغانية.
وقد أطلقت طالبان على العملية اسم "عملية منصوري"، تيمناً باسم زعيمها السابق الملا منصور الذي قتل في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في أيار/مايو 2016، الذي تولى قيادة الحركة بعد وفاة سلفه الزعيم التاريخي لطالبان، الملا عمر سنة 2015.
وتوعد المتمردون باستهداف القوات الأجنبية بكل ما لديهم: "الهجمات التقليدية وحرب العصابات والهجمات الاستشهادية المتطورة، والهجمات الداخلية"، بحسب بيان للحركة. وأضاف البيان "سنستهدف العدو ونضايقه ونقتله أو نأسره حتى يخرج من آخر معاقله".
وعادة ما يكون الهجوم الربيعي السنوي بداية "موسم القتال"، رغم أن طالبان لم توقف خلال شتاء هذا العام حربها ضد القوات الحكومية في هجمات كان أعنفها الهجوم الأسبوع الماضي على قاعدة عسكرية عند مشارف مدينة مزار الشريف.
وقد نفذ الهجوم مسلحون يرتدون زي الجنود الأفغان وبحوزتهم تصاريح لدخول القاعدة. وقتل فيه 135 مجندا على الأقل. كما أثار الهجوم غضبا واسعا وأدى إلى استقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، إضافة إلى إعادة هيكلة قيادة الجيش. وكان هناك مدربون غربيون يرجح أن يكونوا ألماناً وأمريكيين، في القاعدة العسكرية التي تعرضت للهجوم إلا أنهم لم يشاركوا في صد الهجوم، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
يأتي إعلان طالبان بعد أيام من زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إلى كابول فيما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى صياغة إستراتيجية جديدة في أفغانستان. وحذر ماتيس من أن عام 2017 سيكون "عاما صعباً آخر" بالنسبة إلى قوات الأمن الافغانية، لكنه لم يعلق على دعوات القائد الأمريكي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكزلسون لإرسال تعزيزات من "عدة آلاف" من الجنود.
ويعتبر النزاع في أفغانستان الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تخوض قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة حربا هناك منذ 2001 بعد إطاحة نظام طالبان من السلطة عقب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.
وينتشر في أفغانستان نحو 8400 جندي أمريكي و5000 من جنود الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي فيما فشلت محاولات التوصل إلى تسوية بين كابول وطالبان. وتقوم هذه القوات بشكل خاص بتدريب القوات الأفغانية وتقديم النصح والمساعدة لها.
وتحاول قوات الأمن الأفغانية التي أنهكتها عمليات القتل والفرار من الخدمة العسكرية، جاهدة الانتصار على المتمردين منذ أن أنهى جنود الحلف الأطلسي مهمتهم القتالية في كانون الثاني/ديسمبر عام 2014.