بدافع الحب: محاكمة شابة روسية بتهمة محاولة الانضمام إلى صفوف داعش

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 17.10.2016 00:00
آخر تحديث في 17.10.2016 14:40
بدافع الحب: محاكمة شابة روسية بتهمة محاولة الانضمام إلى صفوف داعش

مثلت شابة في العشرين من العمر وطالبة في الفلسفة في جامعة موسكو العامة الراقية، منذ أسبوع أمام محكمة عسكرية لأنها حاولت قبل عام اللحاق بحبيبها الذي يقاتل في سوريا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت فارفارا كاراولوفا قد اعتقلت في تركيا وهي تستعد لعبور الحدود إلى سوريا، وقد تتعرض لعقوبة السجن حتى خمس سنوات لمحاولتها الانضمام إلى "منظمة إرهابية وفقا للقوانين الروسية".

وأعلنت لدى افتتاح محاكمتها في الخامس من تشرين الأول/اأكتوبر وفقاً لوكالة أنباء انترفاكس الروسية "لم أنضم إلى أي منظمة ولست إرهابية ولم يكن في نيتي إطلاقاً أن أصبح يوماً ما إرهابية".

ويرى محاميها سيرغي بدامشين أن الهدف من محاكمتها أن تكون عبرة لثني الشابات اللواتي وقعن في غرام إرهابيين عن التوجه إلى سوريا. وقال لوكالة فرانس برس: "هذا بالطبع مهزلة لأنهم استهدفوا شخصاً لا علاقة له بالأنشطة الإرهابية".

وأضاف: "لماذا فارفارا؟ لا أعلم".


* طالبة نموذجية

فارفارا كاراولوفا التي غيرت اسمها إلى الكسندرا إيفانوفنا تفاديا لمضايقات الصحافة الروسية، نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة في حي سكني راق يعرف ب"شيلسي" موسكو.

وكانت طالبة متفوقة والتحقت بجامعة "ام جي يو" حيث أثار الإسلام اهتمامها وقررت ارتداء الحجاب.

ولم يلاحظ أحد أي شيء حتى اختفائها في 27 ايار/مايو 2015. وقد اقتفى والدها أثرها فعثر عليها في تركيا حيث اعتقلها حرس الحدود مع شابات أخريات عند معبر كليس وهي نقطة العبور للتوجه إلى سوريا.

ثم أعيدت إلى روسيا وأفرج عنها بعد أن أكد المحققون أنها لم ترتكب أي جريمة قبل أن تعتقل مجدداً بعد ستة أشهر وتودع سجن ليفورتوفو.

وخلال محاكمتها التي تنتهي خلال أسبوعين، لا تكثر فارفارا الكلام لكنها تتحدث أحياناً بصوت واضح.، وتقرأ ملاحظاتها وأحيانا قانون العقوبات وهي جالسة في قفص الاتهام الزجاجي في قاعة المحاكمة.

وترفض الإجابة على أسئلة القضاة حول قناعاتها الدينية؛ لكنها لم تعد ترتدي الحجاب بل فساتين ملونة وتضع على عيونها الكحل.


* الحب الأول على الانترنت !

هذا ولم تلتق فارفارا أبداً بالرجل الذي ترغب الالتحاق به في سوريا سوى على الانترنت! ويقول أن اسمه فلاد وآدم وأرتور سوكولوف. ويقول المحققون إنه مقاتل في تنظيم داعش الإرهابي واسمه إيرات سماتوف.

وقد تواصلت الشابة مع هذا الرجل لأشهر عبر الانترنت إلى أن وقعت في غرامه وقبلت عرضه بالزواج.

وقال بدامشين: "لم يكن أحد يعلم بخططها لا أهلها ولا أصحابها" مشيراً إلى أنها "شابة كتومة ومتحفظة". وأضاف: "كان هذا حبها الأول".

وبين شهود الدفاع نساء اعتقلن مع الطالبة في كليس وأفرجت السلطات عنهن فور عودتهن إلى روسيا.

وقالت إحداهن إن شابات كثيرات "يبحثن عن الزواج طبقاً للشريعة" مؤكدة أنها حاولت أيضا التوجه إلى سوريا "بحثاً عن السعادة الزوجية".

وتابعت: "هذا لا يعني أننا كن سنتوجه إلى سوريا للمشاركة في أعمال عسكرية ونقوم بتفجير أنفسنا. كان هدفنا فقط العيش حيث تطبق الشريعة"؛ وفق تعبيرها.