حرفي تركي يحفظ تراث الأناضول بألعاب مصنوعة يدوياً
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Jul 29, 2023
اعترفت وزارة الثقافة والسياحة التركية رسمياً بالحرفي أورهان كارالي أوغلو وهو صانع لعبٍ ودمىً تقليدي، يبلغ من العمر 73 عاماً، باعتباره حافظاً للتراث الثقافي غير المادي في البلاد. ويصمم كارلي أوغلو ويصنع ألعاباً ودمىً منسيةً من الماضي ومستوحاةً من ذكريات طفولته، في ورشة عمل تنقل فن صناعة الألعاب التقليدية إلى المتدربين الصغار.
وقد سلطت جامعة غازي في العاصمة التركية أنقرة، الضوء مؤخراً على مساهمة كارالي أوغلو القيمة في الحفاظ على التراث الثقافي في كتاب نُشر حديثاً بعنوان "الألعاب التقليدية المصنوعة يدوياً".
وتحدث كارالي أوغلو إلى الإعلام المحلي عن قصة مغامرته في صناعة الألعاب بعد التقاعد، وكيف حول ذكريات طفولته عن الألعاب إلى كتابٍ منشور، ثم بدأ بتجسيدها لاحقاً في ورشته.
وأشار إلى المخاطر المحتملة للألعاب المصنَّعة تجارياً، وأن كثيراً منها مصنوع من مواد ضارة. وفي المقابل، أكد كارالي أوغلو على أن المواد التي يستخدمها آمنةً للأطفال، مثل دهانات الأكريليك المائية التي لا تسبب أي ضرر.
وتتميز كل من ألعابه المصنوعة يدوياً بأجزاء متحركة، وهي تسلي الأطفال من خلال رعاية مهاراتهم وتحسين التنسيق بين اليد والعين، وبالتالي دعم نموهم النفسي.
وبالإضافة إلى الحرف اليدوية، يقوم كارالي أوغلو أيضاً بإعطاء دروس التصوير في جامعة هاجي تيبيه/أنقرة، ما يعكس شغفه بالإبداع المستمر والابتكار.
ويتذكر الحرفي المسن تجربته الأولى في صناعة الألعاب وهو في الرابعة من عمره، عندما صنعت له والدته قارباً ورقياً ليبحره، وتذكر باعتزاز قطاراً مصنوعاً من علب الثقاب وله عجلاتٍ من الورق المقوى متصلة باستخدام دبابيس. وقد ألهمه هذا الإعجاب الأخاذ في الطفولة المبكرة بالألعاب، لابتكار تصميمات جديدة وتطويرها، مثل دمية حصان مصنوعة من الورق المقوى بشعر من القماش، لتكرار تلك التي صنعتها والدته من قصاصات القماش المهملة.
وأعرب كارالي أوغلو عن قلقه إزاء الاتجاه المتزايد للانخراط المفرط للأطفال في الألعاب الرقمية على الأجهزة اللوحية والهواتف، وأكد على أهمية تشجيع التفاعل الاجتماعي من خلال الألعاب التقليدية. ودعا إلى تقليل تعرض الأطفال للأجهزة التي تفتقر إلى الفوائد التعليمية والتنموية.
وبصفته ناقلاً للتراث الثقافي غير المادي، يواصل كارالي أوغلو العمل على نقل فن صناعة الألعاب التقليدية والتشجيع على العودة إلى تجارب اللعب الهادفة للأجيال القادمة.