إبداع مطرب مغربي بالدمج بين الألحان التركية والكلمات العربية
- وكالة الأناضول للأنباء, الرباط
- Jan 12, 2023
برز نجم المطرب المغربي يوسف لبيب في عالم الغناء والموسيقى لإبداعه وابتكاره طرازا جديدا يجمع بين الألحان التركية والكلمات العربية للنصوص.
وقد سبق للبيب الحصول على منحة لمتابعة الدراسة في تركيا، مما شكل نقطة انطلاقه لمسار الاحتراف في الفن، وفق ما قال للأناضول في مقابلة أجرتها معه بمدينة مكناس المغربية.
وأضاف: "في ظل وجود منافسة كبيرة في الساحة الفنية فالأمر يتطلب التشبع بثقافات أخرى وسماع ألوان موسيقية جديدة وفنانين آخرين، حتى يمكن اكتساب إلهام وأفكار جديدة، فالموسيقى التركية بحكم قربها من الثقافة العربية تتميز بالجمالية والثراء".
يوسف لبيب، من مواليد مكناس عام 1991، شق مساره الفني بشكل مبدع، خصوصا أنه يغني لبلده ولفلسطين ولقضايا الأمة ويستلهم من التراث العربي والتركي.
** بدايته في الجمعيات
شكلت الأنشطة على مستوى الجمعيات فضاء مناسبا للبيب من أجل اكتشاف موهبته في الفن.
وفي هذا الإطار قال لبيب: "البداية في المجال الفني كانت في العمل الاجتماعي، ففي بداية 2003 كنا نشارك بأنشطة في نادي "الأنشودة" (جمعية غير حكومية) بمدينة مكناس، ونؤدي أناشيد الطفولة، وآنذاك اكتشفت موهبتي وحاولت صقلها في المعهد الموسيقي بتمارين على آلة العود".
وأضاف: "بعد البكالوريا حصلت على منحة لمتابعة الدراسة بتركيا، وهناك كانت نقطة الانطلاقة الاحترافية في الفن".
وسنويا، يتقدم عشرات المغاربة في الرباط لمقابلة برنامج المنح التركية التي تقدمها "رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى" (YTB) الحكومية.
وتوفر تركيا فرص التعليم على نطاق دولي إلى جانب تقديمها منحا للطلاب الأجانب الوافدين من دول مختلفة حول العالم لتلقي التعليم في الجامعات التركية المرموقة.
وأردف لبيب: "بعد تعلم اللغة التركية اكتشفت الثقافة الموسيقية التركية الرائعة، خصوصا أن هذا البلد يولي اهتماما كبيرا للفن أكاديميا وإبداعيا وفي جميع المجالات".
وأوضح أن الموسيقى ساعدته أكثر لتعلم التركية والاستمرار في الدراسة، من خلال الأغاني والأشعار والكلمات التي ساهمت في تعلمه اللغة التركية بشكل أسرع.
** إبداع تركي عربي
بعد دراسته في تركيا واكتشافه الثقافة، فكر لبيب في إبداع تركي عربي في المجال الفني، خصوصا أن الفن يساهم في تقريب ما بين الشعوب والحضارات.
وقال: "بعد سماعي وتذوقي للفن التركي حاولت اقتباس الألحان الرائعة الموجودة في تراثه ومزجها بكلمات وأشعار عربية، وعملت على الفكرة مع فنانين أتراك، والحمد لله لقيت نجاحا واستحسانا من الجمهور ومنتجين ومخرجين".
واعتبر أن هذه الخطوة "ساهمت في تصوير برامج والمشاركة في عدد من المهرجانات في كل من تركيا والمغرب وأوروبا".
وبخصوص صعوبة المزج بين اللغتين في الفن، أوضح أن ذلك "شكل تحديا بالنسبة له في البداية، خصوصا أن الأوزان التي توجد في الألحان التركية هي أوزان مختلفة بالمقارنة مع ألحان الموسيقى العربية، حيث تختلف الإيقاعات، ولكن تم التغلب على تلك الصعوبات".
وأضاف لبيب: "بعد التعرف على الثقافة التركية ومحاولات المزج ما بين الفن التركي ونظيره العربي، وجدت السر في المزج بين اللونين، ونجحت الفكرة".
واعتبر أن الفن "يبقى طرفا مساعدا في الدراسة، خصوصا أن الطالب يجد متنفسا وملجأ في وقت الفراغ، وهو ما يشكل فترة راحة تساهم إيجابيا بمتابعة الدراسة بنفس جديد".
وبعد عودته من تركيا إلى المغرب تابع لبيب دراسته في الاقتصاد، والآن يعمل محاسبا في شركة خاصة، بالتوازي مع مساره الفني.
** الجديد
يعد لبيب حاليا أغاني فنية جديدة خلال السنة تتسم بالحداثة، وستشكل تغييرا في مساره المهني، بحكم مزج الموسيقى التركية بكلمات مغربية وأجواء شبابية أكثر، وفق ما يقول.
وأشار إلى جمالية الموسيقى التركية واحتوائها على تقنيات وآلات أثرت فيه، مثل الكلارينيت والآلات النحاسية.
ولفت لبيب إلى أن "تقنيات عزف الآلات الموسيقية العربية مختلفة عن نظيرتها التركية، مما شكل تحديا له".
ودفع حب اكتشاف الموسيقى لبيب إلى "التعرف أكثر على الفن التركي، الذي يضفي لمسة إبداع على الموسيقى".
وتابع: "في ظل وجود منافسة كبيرة في الساحة الفنية ومن أجل الوصول إلى إبداع جديد في مجال الفن، فالأمر يتطلب التشبع بثقافات أخرى وسماع ألوان موسيقية جديدة وفنانين آخرين، حتى يمكن أن يكتسب الفنان إلهاما وأفكارا جديدة".
وأشار لبيب إلى أن "المزج ما بين اللونين يعطي نقلة نوعية في الموسيقى المغربية والعربية بشكل عام".
واعتبر أن "ابتكار لون جديد يتطلب وقتا ومجهودا من أجل الوصول إلى نتائج تلقى صدى طيبا لدى الجمهور".
ولفت الفنان المغربي إلى أن العمل بشكل فردي مع موسيقيين أتراك عالميين محترفين صقل موهبته، مشيرا إلى أنهم عبروا عن إعجابهم بفنه.
وأوضح أنه دائم التواصل معهم من أجل العمل على أعمال إبداعية بآلات موسيقية تركية وتقنيات عزف تركي وبأنغام مغربية وعربية.
وتلقى الجمهور المغربي باستحسان كبير أعمال لبيب، وهو ما لمسه خلال مشاركاته في عدد من المهرجانات، حيث استمتع بهذه الألوان وأخرى صوفية وكلاسيكية.
وأعرب لبيب عن "تفاؤله بهذا النمط الجديد، خاصة أنه مقبل على ألوان شبابية جديدة ستمكنه من توسيع نطاق الإنتاج".
ووفق تعبيره، أن "تركيا عبارة عن لوحة فنية كبيرة، استفدت منها الشي الكثير، مثل الاجتهاد الدائم، خصوصا أننا نرى كيف نهضت من الصعوبات في فترة وجيزة وأصبحت من الدول العظمى، وهذه الفكرة لامستها على مستوى الشعب التركي، وأخذت منهم طاقة إيجابية كبيرة".
وأبرز أنه "لا يزال يشتغل مع منتجين وموسيقيين أتراك، ومعجب باحترافية العمل معهم، خصوصا الطاقة الايجابية التي يمتلكونها والتشجيع المستمر من طرفهم"، مضيفا أن "استفادة متبادلة ستنعكس على الشعبين التركي والمغربي".