يعرف السجاد التركي سواء كان منسوجا يدويا أو منسوجا من الصوف أو القطن بشكل مسطح مع إضافات من الحرير أحيانا، من أشهر الأعمال الفنية اليدوية المعروفة في العالم، كما يعتبر من العناصرالأساسية التي تزين البيوت التركية.
وتشتهر صناعة الكليم و السجاد في بلدان قليلة، وتعد من الصناعات الزاخرة بأسرار التكوين والتركيب، ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المهتمين بهذه الصناعة القديمة المتجددة ونماذجها العصرية وتداخل ألوانها المبهرة.
ويشكل السجاد التركي والذي يعرف باسم سجاد الأناضول، عنصرا رئيسيا في الديكور التركي، فهو يؤمن الدفء ويبرز فخامة المفروشات وجمالياتها، ويساعد على إشاعة جو من الراحة والهدوء على الأجواء بخفضه نسبة الضجيج وعزل الصوت، لا سيما مع تنوع اشكاله والوانه ونقوشه التي تتماشى مع مختلف الاذواق والأساليب.
كما يعكس السجاد التركي وزخارفه المبهرة، الإلهام والرؤية العميقة في الفن والتاريخ والثقافة والبيئة والسياسة والاقتصاد.
ويوجد في تركيا مجموعة متنوعة من السجاد والكليم مختلفة الأسعار والجودة، بدءا من السجاد الصناعي غير المكلف الذي يتم إنتاجه بكميات كبيرة في المصانع والمستخدم في المباني التجارية، إلى السجاد المصنوع من الصوف المعقود يدويا.
ومن أبرز أنواع السجاد الذي يتم تصنيعه في المصانع التركية المتخصصة هي وفق ما يلي:
-سجادة هركة "Hereke"
سجادة هركة والتي اتخذت اسمها من منطقة صناعتها هركة على ساحل مدينة كوجالي التركية.
وتعتبر من أجود أنواع السجاد في تركيا وأقدمه حيث يعود تاريخ صناعة السجاد الحريري إلى القبائل التركية قديما وتعد مثالا أصليا على نوع السجاد ذي الزخارف الفاتنة.
وتنسج سجاد هركة من خيوط الحرير وعبر آلات يدوية ويتميز بجودته وأناقته، ويتم شراء هذا النوع من السجاد في بعض الأحيان لتقديمها كهدايا للآخرين، كما استخدمت السجادة المنسوجة من الحرير كزينة أساسية في القصور العثمانية.
وتضم تركيا اليوم عدد من المصانع لنسجه ومن بينها مصنع هركة الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 129 سنة ويشتهر بإنتاجه سجاد هركة والمصنوعة من أفخر أنواع الحرير.
وزين سجاد هركة قصور السلاطين العثمانيين، كما تم تقديمه كهدايا إلى ممثلي الملوك الأجانب، ليأخذ مكانه في القصور الأوروبية أيضا.
وتوجد في قصر دولمابهشة سجادة هركة تاريخية بطول 119 مترا مربعا (1.280 قدما مربعا) وتزن حوالي 1 طن في قاعة معايدة.
وتوجد أقدم سجادة هركة في العالم في مدينة قونيا التركية بموقع "Çatalhöyük Neolithic" التاريخي ويقدر عمرها بحوالي 9000 عام.
واكتشف علماء الآثار في الموقع على أنماط مختلفة من السجاد التاريخي العريق وأنسجة متفحمة مع أجزاء من الكليم مرسومة على جدران بعض المساكن، ويتخذ معظمها أشكالا هندسية منمقة متشابهة.
-سجادة ياجي بدر"Yağcıbedir"
بدأ نسج سجاد ياجي بدر في منطقة "Bigadiç" في مدينة باليك شهير التركية وحولها في منطقة غرب الأناضول على يد البدو الرحل من الهضاب، هي واحدة من أكثر أنواع السجاد المصنوع يدويا من الصوف تميزا في تركيا وتتميز ببساطة زخارفها وألوانها الغامقة.
وتعتبر مدينة غازي عنتاب من أهم الولايات التركية في صناعة السجاد، والتي تصنف كسادس أكبر مدينة في تركيا من حيث صناعة السجاد.
وتحتوي المدينة على أكثر من 350 مصنعا لصناعة السجاد بأنواعه واختلافات مقاساته بالإضافة إلى صناعة الموكيت.
ومن أبرز مصادر السجاد اليدوي هي ولاية أنطاليا الواقعة جنوب غربي تركيا، وسميت بحقول السجاد كون صناعة السجاد تعتمد على مساحات الحقول الواسعة حيث تفرش أنواع السجاد المشغول يدوياً فيها عند الانتهاء من صناعته.
ويتعرض السجاد لأشعة الشمس لمدة تقارب الشهر تقريبا مع تقليبه بين الحين والآخر من أجل ضمان عدم تعرضها للرطوبة والتلف.
ويمكن للمشاهد أن يلتقط صورا فريدة من نوعها إن شاهد منظر توزع السجاد في الحقول بحيث يرى تناسق وتداخل ألوان السجاد المشكل للوحة فنية طبيعية غاية في الجمال.
وتستمر صناعة نسج السجاد في شكله التقليدي في تركيا إلى يومنا هذا، كما يتم تدريس المنهجية التاريخة القديمة في النسج في جميع أنحاءها في مراكز تعليمية خاصة، في محاولات لتوفير فرص عمل لنساء منطقة الأناضول.
وعلى هذا النحو، من الممكن أن نعرف نسج السجاد التركي في أربعة خطوط رئيسية واضحة.
الأول هو سجاد هركة، وهو استمرار لسجاد القصر العثماني والثاني هو سجاد تركي محفورو المصمم لفهم الأنماط الغربية مثل سجاد إسبرطة وبونيان وسيواس.
والثالث هو أنواع السجاد المحلي بما في ذلك غورديس وكولا وبيرجاما وموجور وميلاس وياجي بدر وغيرها الكثير.
والرابع هو السجاد المحلي الذي نسجه الناس لاحتياجاتهم الخاصة، وهو من أكثر أنواع السجاد الشائعة في تركيا والذي يصنع في كال دنيزلي، وأديامان بيشنيك، إلى قحطا وبشني في أغري، وكارس، وأرزروم، وشانلي أورفا، وغازي عنتاب.
وبإمكانيات التكنولوجيا الحديثة، تتجدد صناعة السجاد باستمرار ويتم إنتاج مجموعة متنوعة من السجاد وفقا للاحتياجات، ومع ذلك، فإن السجاد المنسوج يدويا له جاذبية خاصة.
ولم تنقطع صناعة السجاد في تركيا على مر التاريخ، حيث تظهر متاحف الآثار بعض أنواع السجاد القديم المشغول يدويا، وهذا ما يدل على عراقة هذه الصناعة في تركيا.
واستطاعت مصانع السجاد في تركيا أن تطور من قدرتها وتدخل التحديثات الخاصة بالآلات الصناعية والتقنيات الحديثة لإنتاج أجود أنواع السجاد ولتصبح المعامل التركية أهم مصدري السجاد عالميا.