فنانة فلسطينية تعرض لوحاتها المرسمومة ببقايا القهوة‏

في داخل أحد أشهر الفنادق في مدينة غزة، لم يكن اهتمام الزوار، منصبا على احتساء "فناجين القهوة" شهية المذاق كما هو العادة بقدر ما أثار انتباههم وإعجابهم لوحات لقادة وزعماء فلسطينيين رُسمت ببقايا "القهوة."
وفي إحدى صالات "فندق المشتل السياحي" على شاطئ بحر غزة، افتتحت الفنانة الفلسطينية التشكيلية سلوى السباخي (25 عاما)، مساء اليوم الجمعة، معرضها الشخصي الأول، لعرض لوحاتها المرسومة ببقايا ما ارتشفت من "فناجين القهوة."
وتقول السباخي التي تخرجت من كلية "الفنون الجميلة" من جامعة الأقصى بغزة، إنها بدأت في استخدام القهوة" بديلا عن "الألوان" في رسم لوحاتها الفنية قبل أربعة أعوام."
وتشعر السباخي بسعادة بالغة، وهي تنظم معرضها الشخصي الأول (يستمر ليومين) برعاية مؤسسة .Christian Aid البريطانية.
ويقول حافظ المصري، ممثل المؤسسة في قطاع غزة، إن الفنانين الفلسطينيين، لديهم طاقات إبداعية كثيرة، مضيفا "وسلوى واحدة من هؤلاء تستحق الدعم والإشادة، وسيتم عرض لوحاتها وبيعها.
وبعد كل مرة تصنع فيها فنجان "القهوة"، التي تستمتع بمذاقها تستخدم ما تبقى منها في رسم لوحاتها، وتضيف السباخي "الأمر يبدو ممتعا، كان صعبا في البداية، ولكن الآن أنا أحترف الرسم بالقهوة، إنها تخفف الأرق، والصداع، وبالنسبة لي تفتح آفاق الإبداع.
وتفتخر السباخي، بظهور لوحاتها بهذا الشكل المتقن، وتقول إنها أول فنانة تشكيلة فلسطينية ترسم بالقهوة.
وتتابع "الفن رسالة وهذه اللوحات تقول للعالم، إنه وبالرغم من الحصار والفقر والحروب، غزة مدينة تحتضن الإبداع، وهناك مواهب تخرج من وسط الدمار."
ويعيش قرابة مليوني مواطن في قطاع غزة، في ظل حصار إسرائيلي للعام الثامن على التوالي، وظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، بالتزامن مع ما خلفته الحرب الأخيرة أكثر من ألفي قتيل ودمار آلاف البيوت والمنشآت.
وفي معرضها ظهرت لوحات لزعماء وقادة فلسطينيين، في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "أحمد ياسين" الذي اغتالته إسرائيل عام 2004، وإسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والقيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، وغيرهم من القادة.
وفي وقت يعاني فيه الفلسطينيون من انقسام داخلي، بين أكبر فصيليْن سياسييْن (فتح وحماس)، جسدت السباخي بريشتها وحدة وطنية إذ جمعت قادة الحركتين في لوحات معا، قالت إنها تطمح إلى رؤيتها واقعا ملموسا بعيدا عن الفن.
وشملت لوحات السباخي، تفاصيل أخرى في الحياة، كالطبيعة، والسفر، والحلم بمستقبل أفضل.
وابتكر فنانون فلسطينيون من قطاع غزة، مؤخراً، عدة طرق لرسم اللوحات الفنية، كان أبرزها الرسم بـ"مساحيق التجميل"، و"الفحم"، و"الرمال الناعمة.
Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.