أقنعت جولييت منصور وجولي باكوريل، من خلال عرض ابتسامات خالية من العيوب، جمهورهما الشاب بأن الحصول على أسنان بيضاء رائعة ومثالية الاصطفاف، هو أمر ميسور التكلفة وسريع وبدون جهد.
لكن أطباء الأسنان حذروا من أن منتجات تبييض الأسنان أو تقويمها التي يروج لها هؤلاء المؤثرون، غالباً عبر الإعلانات المدعومة على منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيكتوك، يمكن أن تكون خطيرة إذا أُسييء استخدامها.
كما أن بعض الشركات التي تروج لهذه المنتجات المنزلية الرخيصة لم تفِ بوعودها النبيلة، مثل شركة SmileDirectClub، ومقرها الولايات المتحدة، التي قامت بالإعلان بقوة عبر الإنترنت عن "المصففات الشفافة"، وهي عبارة عن تقويمات بلاستيكية يتم ارتداؤها يومياً لتقويم الأسنان، لكن الشركة عادت وأعلنت إفلاسها في ديسمبر/ كانون الأول، تاركةً العديد من العملاء في مأزق.
وقد دفعت شانتيل غونز وهي بريطانية تبلغ من العمر 32 عاماً، للشركة 2300 دولار، ولم تحظَ إلا بتقويم أسنانها العلوية في حين أنها لم تتلق القوالب السفلية مطلقاً.
وقالت لـ "بي بي سي" الشهر الماضي: "لست متأكدة ما إذا كنت سأسترد أية أموال".
وأعلنت الشركة أن "ضمان الابتسامة مدى الحياة" "لم يعد موجوداً"، ونصحت العملاء بطلب المساعدة المتخصصة.
لكن في حال مراجعة أي طبيب الأسنان بعد تطبيق منتجات الإنترنت، فإنه "سيتعين عليه أن يبدأ كل شيء من الصفر"، كما قالت طبيبة الأسنان الفرنسية "جينيفيف فاغنر" كونه لم يبدأ هذه العملية بنفسه.
من جانبه قال ديفيد كوشات، من الاتحاد الفرنسي لتقويم الأسنان، إن هذه المنتجات لا تستخدم فقط لأغراض جمالية، مضيفاً: "يمكن أن تتم محاذاة بعض القواطع بسرعة، ولكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بعد ذلك حول كيفية استخدام شخص ما لفكه في المضغ".
وقال كريستوف ليكوار، جراح الأسنان والمتحدث باسم الاتحاد الفرنسي لصحة الفم، إن الاختبارات البسيطة التي تقدمها هذه المنتجات عبر الإنترنت، لا يمكنها الكشف عن فقدان العظام أو تخلخل الأسنان أو أمراض اللثة، محذراً من أنه إذا تم استخدام المنتجات من قبل عملاء يعانون من مثل هذه المشكلات، فقد يؤدي ذلك إلى أضرار جسيمة على المدى الطويل.
وتشمل المنتجات الأخرى التي يروج لها المؤثرون المتحمسون في مجال التجميل والصحة، شرائح تبييض الأسنان والأقلام والمواد الهلامية والمصابيح ومعجون الأسنان.
ويتم بيع بعض هذه المنتجات عبر الإنترنت مقابل مبلغ زهيد يصل إلى 20 دولاراً، مقارنة بآلاف الدولارات المحتملة لإجراءات التبييض الذي يقوم به طبيب الأسنان.
يذكر أن عنصر التبييض النشط في العديد من هذه المنتجات، هو المركب الكيميائي بيروكسيد الهيدروجين، وهو مركب يخضع لرقابة صارمة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولا يمكن أن يتجاوز تركيز بيروكسيد الهيدروجين 0.1% في المنتجات المتاحة، دون وصفة طبية في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، يمكن لأطباء الأسنان استخدام أو وصف المنتجات التي تحتوي على ما يصل إلى 6%.
لكن ذلك لم يمنع المؤثرة الفرنسية بوبيت كينزا من الترويج لشرائط Crest 3D Whitestrips، التي أظهرت الاختبارات أنها تحتوي على ما يصل إلى 10% من بيروكسيد الهيدروجين.
وفي أواخر العام الماضي، فرضت السلطات الفرنسية غرامة قدرها 55 ألف دولار على كينزا، لترويجها للمنتج المحظور، والذي يحصل بانتظام على ملايين المشاهدات على "تيكتوك".
عملية احتيال كبيرة
عند استخدامه بكميات كبيرة، يمكن أن يكون بيروكسيد الهيدروجين ضاراً، خاصة إذا تم تطبيقه على التجاويف أو اللثة المريضة.
وقبل التبييض، يقوم أطباء الأسنان عادةً بتنظيف الأسنان لإزالة أي تغير في لون السطح، الأمر الذي لا يحدث عند تطبيق المنتجات المنزلية التي يتم شراؤها عبر الإنترنت.
وقال جرّاح الأسنان ليكوار إن استخدام الكثير من هذه المنتجات، يمكن أن يسبب تهيجاً أو حتى يؤدي إلى انحسار اللثة، وهي علامة إنذار مبكر لفقدان الأسنان في المستقبل.
فيما عبّر أحد العملاء عبر الإنترنت، إن شرائط كريست "تفتح الأسنان بعدة درجات بالطبع، ولكنها تعطي إحساساً فظيعاً أثناء الوجبات الساخنة أو الباردة".
وقال ليكوار: "على شبكات التواصل الاجتماعي، الجمهور المستهدف هو من الشباب نسبياً وهذه الشريحة من الناس تهتم بالادخار".
وأضاف أن ذلك قد يؤدي إلى "كارثة محتملة على صحة الفم".
مشدداً على أن معظم الشباب يتمتعون بأسنان صحية تماماً ويجب ألا يستخدموا "منتجات التبييض التي تلحق الضرر بأسنانهم قبل الأوان عن طريق الأحماض".
وحذر ليكوار من أن الصور قبل وبعد التبييض على وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما يتم تعديلها باستخدام الفوتوشوب، مشيراً إلى أن المؤثرين الذين يروجون لهذه المنتجات غالباً ما يكون لديهم قشور خزفية باهظة الثمن تغطي أسنانهم الأصلية.
وأضاف: "إنهم يستغلون سذاجة الناس. إنها عملية احتيال كبيرة".
وتحظى هذه القشرة أيضاً بشعبية كبيرة بين نجوم هوليود، وهي مصدر إلهام مشترك للكثيرين الذين يحلمون بابتسامة أكثر بياضاً.