وسط المناقشات حول العلاقات وبيئات العمل السامة، أصبح مفهوم الأبوة والأمومة السامة في المقدمة الآن، فكيف يتم تعريف التربية السامة وما هي علاماتها وما الضرر الذي تسببه للأبناء؟
يعرّف الخبراء التربية السامة بأنها سلوكيات ضارة يظهرها الآباء تجاه أبنائهم عن غير قصد أو بغير وعي، فما هو تأثير هذا الضرر على الأولاد؟
لقد أصبح مصطلح "سام" المستخدم على نطاق واسع مؤخراً سائداً في مجالات مختلفة، وأحد هذه المفاهيم هو مفهوم "الأبوة السامة" والتي تعني أنه بالرغم من أن الآباء قد يريدون الأفضل لأبنائهم، إلا أنهم في بعض الأحيان ينتهي بهم الأمر إلى خنقهم أو تقييد حريتهم كأفراد.
وشددت أخصائية علم نفس الأطفال والمراهقين، إرام بينغو يلماز جان من عيادات "موديست"، على أن الأبوة والأمومة السامة يمكن أن تؤدي إلى آثار خطيرة وطويلة الأمد على الأطفال. وقالت: "يمكن أن تسبب هذه التأثيرات ضرراً طويل الأمد على صحة الطفل العاطفية والعقلية والجسدية، ويمكن أن تؤثر على حياته المستقبلية. ولا ينبغي أن ننسى أن الأبوة والأمومة السامة يمكن أن تؤدي إلى ضرر دائم للأطفال".
صدمات دائمة
أبرزت عالمة النفس يلماز جان أن التربية السامة تتجلى في السيطرة المفرطة والإساءة العاطفية أو الجسدية والإهمال أو اللامبالاة والاستخفاف أو الرفض والغيرة أو المنافسة وسلوكيات السيطرة والاستبداد من قبل الوالدين، والتي إذا تم القيام بها دون علم، يمكن أن تترك صدمات دائمة على الطفل.
وأشارت أيضاً إلى أن الأبوة والأمومة السامة يمكن أن تؤدي إلى تدني احترام الذات والاكتئاب والقلق وغيرها من المشكلات العاطفية لدى الأطفال.
وأضافت: "يمكن أن يشعر الأطفال بأنهم عديمي القيمة وغير محبوبين في مواجهة الأبوة والأمومة السامة. فالأطفال الذين يتم انتقادهم والاستخفاف بهم باستمرار سوف تتأثر علاقاتهم المستقبلية ومهنهم وإنجازاتهم الشخصية سلباً. وعلاوةً على ذلك، قد يواجه هؤلاء الأطفال مشاكل الغضب والعدوان والصعوبات في تكوين صداقات".
الحلول تتطلب الوقت والصبر
وذكرت يلماز جان أن المواقف الدائمة الناتجة عن التربية السامة يمكن أن تؤثر على الجودة الشاملة لحياة الطفل، وأكدت على الأهمية الحاسمة لنهج الأبوة والأمومة الصحي والداعم في الحفاظ على صحة الطفل العاطفية والنفسية.
وقالت: "قد يتطلب التغلب على التربية السامة الوقت والصبر، ولكن من الضروري الانتباه إلى علامات التربية السامة واتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة طفلك على النمو والتطور بطريقة صحية".
ووفقاً ليلماز جان، قد تساعد الاقتراحات التالية في التغلب على التربية السامة والانتقال إلى أسلوب تربية أكثر صحة:
- تأسيس التعاطف مع الأبناء
- توفير الفرص للأبناء لمناقشة القضايا العاطفية بشكل علني.
- وضع قواعد للأبناء مع أهمية وضع حدود صحية.
- تقديم ردود فعل إيجابية للأبناء.
- تذكر أن الإبن/ة هو/هي أيضاً فرد مستقل، وفقاً للقواعد.
- أن يكون الوالدين قدوةً لأبنائهم.
- وفي حال مواجهة صعوبة في التعامل مع الأبوة والأمومة السامة، فيتعين عدم التردد في طلب الدعم.