كهوف "أويلات وأفجلار" تكشف عن عجائب "مرمرة" الجغرافية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 28.11.2023 15:45
كهف أويلات في ولاية بورصة، شمال غربي تركيا، 27-11-2023. صورة: الأناضول كهف "أويلات" في ولاية بورصة، شمال غربي تركيا، 27-11-2023. (صورة: الأناضول)

تعرض كهوف "أويلات وأفجلار"، في ولايتي بورصة وباليكسير في تركيا، أجمل الأمثلة على التكوينات الجيولوجية تحت الأرض في منطقة "مرمرة" الجنوبية بفضل ما تحتويه من النوازل والصواعد إضافةً إلى التكوينات الصخرية المدهشة.

ويقع كهف "أويلات" في منطقة "إنيغول" في بورصة، ويتكون من طابقين مترابطين تشكلا على مدى ما يقرب من 3 ملايين سنة على طول خطوط الصدع.

ويمتد الكهف الذي يبلغ طوله 720 متراً على منحدر الوادي، باتجاه أفقي وتكوين أحفوري مكتمل، وهو يثير الانتباه بشكل خاص بنوازله وصواعده التي يتراوح طولها من 7 إلى 8 أمتار.

ويستضيف الكهف ما يقرب من 300 ألف زائراً سنوياً، ويحتوي بشكل عام على صالات ضيقة تمتد من مدخله إلى قاعته الكبيرة.

وفي حديثه للإعلام المحلي، أشار ألبير طابان رئيس بلدية إنيغول، إلى أن الكهف يقع في المنطقة التي تقع فيها أيضاً ينابيع أويلات الحرارية وشلال أويلات، ويساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة في المنطقة.

وذكر أن الكهف الذي يبلغ ارتفاعه 93 متراً، يحافظ على درجة حرارة تبلغ 18 درجة مئوية طوال العام، وإنه وفقاً للشائعات، يقال أن الكهف أطول بكثير ويمكن أن يكون ممتداً إلى بورصة.

وأضاف: "تم اكتشاف كهف أويلات من خلال الأعمال والحفريات في تلك الفترة. ونريد بشكل خاص أن يرى زوار المنطقة هذا المكان إذ أنه يشبه كنزاً مخبأً في غابة على ارتفاع حوالي 750 متراً فوق مستوى سطح البحر. ويشهد الكهف زيادةً في حركة الزوار كل عام. ونعتقد أن مشروع شرفة المراقبة المقام في المنطقة التي يقع فيها مدخل الكهف سيضيف قيمة إلى المنطقة".

من ناحية أخرى، قال صدقي ملي، مدير كهف أويلات، أن "مرضى الربو والتهاب الشعب الهوائية يترددون على الكهف الذي تبلغ نسبة الرطوبة فيه 85% بهدف الاستشفاء والتحسن الصحي".

وأضاف: "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه التشكيلات المُعجزة، هناك برك مائية متعددة الطبقات تشكلت عفوياً. ولدينا طريق يتكون من سلالم مصنوعة من الصفائح المغلفنة في الداخل. إنه مكان رائع يتكون من الحجر الجيري الذي تراكم على مدى ملايين السنين".

من جانبه، قال الطفل محمد إيفا شانتورك، البالغ من العمر 12 عاماً والذي زار الكهف مع عائلته، إنه قام بالبحث قبل مجيئه إلى المكان ولكنه فُتن أكثر لدى زيارته وخصوصاً عند مشاهدته النوازل والصواعد.

وأضاف: " وفقاً للمعلومات التي قرأتها يستغرق الأمر 16 عاماً حتى يتشكل سنتيمتر واحد من هذه التكوينات، لقد كان ذلك مفاجئاً للغاية بالنسبة لي. وعادة ما يأخذ المسير 500 خطوة إجمالاً، لأعلى ولأسفل، أي أنني قطعت ما مجموعه ألف خطوة وكانت المسافة 1.5 كيلومتراً لكنها لم تتعبني كثيراً. وبصراحة، كان الأمر سهلاً وممتعاً".

أما كهف أفجلار المتكون من الحجر الجيري في منطقة كيزل جوكور التابعة لمنطقة إدرميت في ولاية باليكسير، فقد تم اكتشافه عام 2012 عندما أبلغ محمد ألطاي أحد سكان المنطقة، البروفيسور عبد الله سوي كان، عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة باليكسير.

ويمكن الوصول إلى الكهف من قبل فرق محترفة من الوجهة السياحية الهامة ألطن أولوك شمال بحر إيجه، ويبلغ عمقه 22.5 متراً وطوله 145 متراً، ويحتوي على نوازل وصواعد وأعمدة من حجر الكلس.

وذكر "سوي كان" أنهم أدركوا خلال دراستهم قبل 11 عاماً أن الكهف تطور عمودياً، وقال إن كهف أفجلار هو كهف نصف عمودي ونصف أفقي وتحول إلى كهف أحفوري فقد نشاطه، حيث تكيف الكهف مع الجبال المرتفعة.

وأوضح قائلاً: "مع ارتفاع الجبال بقي الكهف مرتفعاً، لكنه يتكون من 3 أقسام: عمودي ثم أفقي ثم عمودياً مرة أخرى. وفي الواقع، لو كان الحجر الجيري في المنطقة أوسع، لكان من الممكن أن يتشكل هنا كهف أكبر بكثير".

وأكد "سوي كان" على أهمية موقع الكهف، وأوضح أن ممر إدرميت-ألطن أولوك المواجه لجبال كاز، يعد من أهم الوجهات السياحية في تركيا.

وفي إشارة إلى أن كهف أفجلار هو الكهف الوحيد في المنطقة الذي يتمتع بإمكانات سياحية، قال: "يجب تحويله إلى منطقة سياحية ذات مناظر طبيعية. إنه كهف خاص جداً يحتوي على نوازل جميلة وصواعد وأعمدة من الحجر الكلسي بالداخل".

وأضاف: "تم أيضاً أخذ قياسات الغاز في هذا المكان. فالغازات الضارة مثل كبريتيد الهيدروجين والميثان وأول أكسيد الكربون موجودة في مستوياتها الطبيعية. فقط الرطوبة مرتفعة قليلاً مقارنة بالخارج".

ولفت إلى أن درجة الحرارة داخل الكهف تتراوح بين 13 و14 درجة مئوية على مدار العام.