تحويل أسطح المباني إلى مساحات مخصصة للنباتات والحيوانات
- ديلي صباح ووكالات, اسطنبول
- Nov 17, 2023
مع ازدياد تأثيرات تغير المناخ، تبرز أهمية أسطح المباني كمواطن لتربية النباتات والحيوانات وتوفير ملاذ بيئي لها. ويشمل ذلك العديد من المباني كأسطح المنازل وامتداد الشرفات المغطية لقسم من الحدائق والكراجات والمواقف وصناديق القمامة. ومن اللافت للنظر أنه حتى قمم بيوت الطيور يمكن تحويلها لتعزيز التنوع البيولوجي.
وتخلق الأسطح المزروعة "بيئات حيوية متدرجة" وهي أماكن تعمل كمواقع تكاثر أو إيواء لأنواع مختلفة ومهددة بالانقراض في كثير من الأحيان.
ويتم إغلاق أجزاء كاملة من البلدات والمدن بشكل فعال، حيث أن العديد من الحيوانات وخاصة الحشرات، لا تستطيع السفر لمسافات طويلة من منطقة خضراء كبيرة إلى أخرى.
وهناك المزيد من الأسباب لزراعة الأسطح، بدءاً من قدرتها على تقليل ارتفاع درجة حرارة السطح وداخل المبنى.
وقالت أنيكا دوبرز، مستشارة مشروع "المزيد من المساحات الخضراء في المنزل" الجاري تنفيذه في ولاية شمال الراين الألمانية: "إن الأسطح الخضراء لا تجلب التنوع الطبيعي إلى المدن الداخلية فحسب، بل إنها تتصدى أيضاً لارتفاع حرارة المناخ في أشهر الصيف".
وفي حين أن درجة حرارة سطح المرآب العادي يمكن أن تصل إلى 80 درجة مئوية في الطقس الحار، فإنها تصل إلى 30 درجة مئوية فقط في المساحات الخضراء.
وتقلل درجة الحرارة المنخفضة من خطر تلف هيكل السقف بسبب الحرارة، ويتحسن المناخ داخل المبنى وخارجه. كما يبرد الهواء المحيط بسرعة أكبر أثناء الليل.
وأوضحت دوبرز، التي ساعدت مركزها المحلي لاستشارات المستهلكين في إطلاق مشروع التخضير، "في الوقت نفسه، يعد السقف الأخضر دائماً مرشِّحاً جيداً للغبار ومخزناً جيداً لمياه الأمطار".
وهذا أمر مهم أثناء هطول الأمطار المستمرة والغزيرة لمنع الضغط على المجاري والفيضانات. وهناك ميزة أخرى، وفقاً لجمعية Building Green الألمانية، وهي أن النباتات تساعد في تقليل الضوضاء اليومية في الداخل والخارج.
وتأتي الأسطح الخضراء في شكلين: واسعة النطاق ومكثفة. ويصل ارتفاع السقف المكثف إلى ما بين 25 و100 سم حيث تجد الشجيرات والأشجار مكاناً لجذورها، لذا فهي نوع من حدائق السطح التي تتطلب بناءً أعلى ومزيداً من الجهد أيضاً.
أما الأسطح واسعة النطاق فهي أكثر انتشاراً، ويبلغ ارتفاع السقف المناسب للتخضير الشامل ما بين 8 و15 سم فقط، لذا فهو مناسب أيضاً لزراعة أسطح أصغر، مثل تلك الموجودة في ملاجئ الدراجات، بالنباتات العصارية على سبيل المثال.
وللقيام بذلك، يتم أولاً وضع مادة مانعة للتسرب تشبه بطانة البركة على السطح. وقالت دوبرز "هذا يمنع الجذور من النمو في عمق البناء والتسبب في حدوث تسربات". ثم يتم وضع طبقة واقية وطبقة تصريف وصوف مرشح في الأعلى وبعده طبقة سفلية أو ركيزة، ثم تشكل النباتات الفعلية الطبقة النهائية.
وتتكون ركيزة التخضير الشامل من الصخر الزيتي الموسع والطين الموسع وحجر الخفاف للسماح بتدفق مياه الأمطار الزائدة، وتنصح جمعية Building Green بطبقة تصريف عميقة بما فيه الكفاية ومصارف جيدة للسقف.
ولكن ما هي النباتات المناسبة للتخضير الشامل؟ والجواب أنها كل النباتات التي يمكنها التعامل بشكل جيد مع الركيزة الفقيرة بالمغذيات ومع الجفاف في الصيف.
ووفقاً لدوبرز، تشمل الأنواع المناسبة الحوذان التي تشكل وسادة والزعتر والأعشاب وقرنفل الخلنج ونبتة السقف والثوم المعمر. وهناك أيضاً خلطة بذور مخصصة للأسطح الخضراء الواسعة.
وللتأكد من إغلاق الغطاء النباتي بسرعة، يجب على مزارعي الأسطح سقيه جيداً في البداية. ومن ثم يسهل العناية بالأسطح الخضراء التي تنمو فيها.
كما يجب سد الفجوات الموجودة في الغطاء مرة واحدة في السنة مع إزالة النباتات غير المرغوب فيها التي تظهر على السطح عن طريق بذورها. وتنصح دوبرز:"وفي الوقت نفسه، تحقق ما إذا كانت مصارف السقف مفتوحة".
وإذا كنت ترغب في زراعة سقف أكبر ربما على مرآب أو منزل، فيجب على المهندس الإنشائي التحقق ما إذا كان يمكنه تحمل الوزن الإضافي للنباتات ومياه الأمطار والثلوج، أو ما إذا كان يجب تقويته.
أما على الأسطح التي يبلغ انحدارها 10 درجات أو أكثر، فيجب أن يكون هناك نوع من الحماية، لمنع الغطاء النباتي من الانزلاق.
وللّمسة الأخيرة، أضف بعض الراحة لسكان السطح الجدد مثل الطيور والحشرات حيث توفر الأكوام الصغيرة من الأخشاب الميتة والمناطق الرملية غير المزروعة المأوى لها، بينما تروي نقاط المياه عطش هذه الكائنات.