الشواطئ والمتنزهات تمتلئ بالزوار وسط ارتفاع درجات الحرارة في تركيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 07.08.2023 16:31
أشخاص يسبحون في أحد شواطئ إسطنبول، تركيا، 3-8-2023 صورة: الأناضول أشخاص يسبحون في أحد شواطئ إسطنبول، تركيا، 3-8-2023 (صورة: الأناضول)

تشتعل المناطق الجنوبية والغربية في تركيا بالحرارة غير المسبوقة تحت وطأة موجة حر شديدة، حيث يبحث المواطنون في العديد من المناطق في إسطنبول وباقي الولايات التركية، عن ملاذٍ في الشواطئ والمتنزهات.

وكانت تأثيرات الأيام الأشد حرارةً والمعروفة أيضاً باسم حرارة الصحراء أو الحرارة الإفريقية، والتي تشير إلى أكثر أيام الصيف حرارة في الأيام الأخيرة من يوليو/ تموز وبداية أغسطس/ آب، شديدةً بشكل خاصٍ في المناطق الجنوبية والغربية التركية منذ الخميس.

ومع ذلك، لم يتأثر مواطنو أكبر مدينة في تركيا إسطنبول، بموجة الحر الحارقة، حيث سعى الكثيرون إلى الراحة من خلال الغطس في البحر أو التهدئة في المناطق المظللة في الحدائق.

ومع وصول نسبة الرطوبة إلى 79% في بعض الأماكن وفقاً لقياسات الأرصاد الجوية، جعل الطقس الحار يوم الخميس أمراً لا يطاق بالنسبة للسكان.

وتوجه العديد من سكان إسطنبول الباحثين عن الترطيب والبرودة إلى المياه المنعشة في مضيق البوسفور وشاطئ جادة بستان في كاديكوي وشاطئ سالاجاك في أوسكودار بالقرب من برج العذراء الشهير.

وبالرغم من الحرارة الحارقة على الشاطئ، إلا أن بعض الناس ظلوا يسيرون على طول الشاطئ، بينما انتظر آخرون في طوابير لزيارة برج العذراء.

وقالت الزائرة عايشة غول تركمانلي، التي جاءت إلى الشاطئ مع أصدقائها، إنهم نظموا نشاطاً على الشاطئ بعد تحذيرات الطقس الحار وقالت: "اليوم حار جداً، لذلك قررنا أن نلقي بأنفسنا في البحر، لكن الجو ليس بهذه الحرارة، انه يبدو مثالياً".

وملأت العائلات والأصدقاء الشاطئ في جادة بستان حيث بلغت درجة الحرارة 39.6 درجة مئوية في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الخميس.

أما في إمينونو، أحد أكثر الأجزاء ازدحاماً في شبه الجزيرة التاريخية للمدينة، فقد انخفض عدد الزوار خاصةً خلال حرارة الظهيرة الحارقة عندما كانت الشمس في أوجها.

ولوحظ أن غالبية السياح الذين يزورون ساحة جامع "السلطان أحمد" يحتمون من أشعة الشمس بالمظلات والقبعات، بينما حاول آخرون الاسترخاء في ظلال الأشجار.

كما شعرت منطقة بحر إيجه بموجات الحرارة الشديدة، وأظهرت قراءات ميزان الحرارة 39 درجة مئوية في أيدين و 38 درجة مئوية في ولايات إزمير ودينيزلي ومانيسا.

وكانت الرطوبة ملحوظة بشكل خاص في أيدين، حيث تراوحت بين 35% وسط المدينة و 42% في ديديم و 44% في المركز السياحي الشهير كوش اداسي.

وعلاوةً على ذلك، فإن الطعام التقليدي للمدينة "كار هيلفاسي"، وهو نوع من الحلوى التركية يُترجم إلى "الحلوى الثلجية" شهد زيادة في المبيعات خلال الطقس الحار.

وقال علي رضا جمباز بائع "الحلوى الثلجية" إن مبيعاتهم كانت جيدة للغاية وذكر أن هذا النوع من الحلوى يختلف عن الآيس كريم لأن الإنسان عندما يأكل الآيس كريم يشعر بالعطش بعد ذلك، لكنه عندما يتناول "الحلوى الثلجية" لا تجعله يشعر بالعطش لمدة 4 ساعات.

وكما شهدت الشواطئ في كوش اداسي وديديم ازدحاماً بالرغم من الحرارة الحارقة، حيث سعى الناس إلى الاسترخاء والاستبراد في مياه البحر.

وفي إزمير، شهد وسط المدينة أجواءً هادئةً في الشوارع والطرق الرئيسية بسبب الحرارة. كما شهدت أماكن مثل ساحة كوناك وساحة الجمهورية والواجهة البحرية حيث عادة ما تتجمع حشود كثيفة، عدداً أقل من الناس، خاصةً في فترة ما بعد الظهر.

ووفقاً لبيانات هيئة الأرصاد الجوية التركية، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة يوم الجمعة إلى 42 درجة مئوية في أيدين و 43 درجة مئوية في مانيسا و 42 درجة مئوية في دنيزلي و 36 درجة مئوية في إزمير.

وأدت درجات حرارة البحر المواتية والمعتدلة إلى اكتظاظ المناطق الساحلية بالبلاد قبل عطلة نهاية الأسبوع. وبسبب الطقس الحار في تيكيرداغ ، حيث تم تسجيل درجة الحرارة عند 35 درجة مئوية ودرجة حرارة مياه البحر عند 25 درجة مئوية يوم الجمعة، تركز رواد الاسترخاء على شواطئ كومباغ ومارمارايرغليسي وأركوي.

وفي الوقت نفسه، أُعلن يوم الجمعة أن متوسط درجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 28.4 درجة مئوية.

وحذرت مؤسسة الأبحاث البحرية التركية ومنظمة الخضر الأوروبيين، من أن هذه القراءة شكلت رقماً قياسياً كان الأعلى على الإطلاق.

وجاء في بيان لمؤسسة الأبحاث التركية: "ارتفع متوسط درجة حرارة المياه السطحية في البحر الأبيض المتوسط إلى 28.4 درجة مئوية، وهو مستوى لم يسبق له مثيل من قبل. وقد يؤثر هذا الوضع بشكل خطير على الحياة البحرية وربما يؤدي إلى انقراض الأنواع".

يذكر أن درجات الحرارة في جميع أنحاء تركيا أعلى بكثير من المعايير الموسمية وفقاً للعديد من الخبراء، حيث ظلت البلاد تحت تأثير مطوّل لشهر يوليو/تموز شديد الحرارة كما هو الحال في جميع أنحاء العالم.