تغير المناخ يتسبب بازدياد فقدان التنوع البيولوجي في تركيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 23.07.2023 13:09
آخر تحديث في 23.07.2023 13:18
منظر نابض بالحياة للتنوع البيولوجي البحري، 21-7-2023 صورة: Shutterstock منظر نابض بالحياة للتنوع البيولوجي البحري، 21-7-2023 (صورة: Shutterstock)

تركت الآثار المتصاعدة للأنشطة البشرية وارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات حرارة الجو إضافةً لنقص الغذاء، على العديد من الأنواع الحية دون خيار سوى الهجرة بحثاً عن الموائل المناسبة

بدأت العواقب بعيدة المدى لتغير المناخ تؤثر الآن على النظم البيئية الطبيعية والأنواع الحية، وتقرع أجراس الإنذار لكلٍ من التنوع البيولوجي والحياة البشرية. وسلط تقرير حديث صادر عن الصندوق العالمي للحياة البرية في تركيا، الضوء على الخطر الجسيم الذي تواجهه أنواع أسماك البحر الأبيض المتوسط، حيث تواجه 60% منها خطر الانقراض، مع تأرجح العديد منها على حافة النسيان.

وعَزَت أوزغة بلكيز، منسقة برنامج الحفاظ على التنوع البيولوجي التابع لمركز حفظ الطبيعة، هذا الوضع الرهيب إلى التهديد الذي يلوح في الأفق لتغير المناخ، والذي يشكل خطراً كبيراً على قدرة الأنواع على التكيف مع بيئاتها المتغيرة. وحتى مجرد ارتفاع بمعدل درجة مئويةٍ واحدة في درجات الحرارة العالمية، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، ما يؤثر على الجينات والسلوك وقدرات البقاء على قيد الحياة، لمختلف الكائنات الحية.

وبالفعل فقد تركت العواقب المتصاعدة للأنشطة البشرية وارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع درجات حرارة الهواء ونقص الغذاء، العديد من الأنواع دون خيار سوى الهجرة بحثاً عن الموائل المناسبة.

ويواجه 28% من الأنواع في جميع أنحاء العالم تقريباً، بما في ذلك 42.108 نوعاً من أصل 150.388 نوعاً تم تقييمها من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، شبح الانقراض المشؤوم، وتؤثر التحولات البيئية الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الجو، على طرق هجرة السلمون الصيني وتغير أوقات تكاثر طيور السنونو.

وعلاوةً على ذلك، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أثناء عملية التفريخ إلى توزيعٍ جنسيٍ غير متوازن في نسل السلاحف البحرية الخضراء، وهي نوع مهددة بالفعل بالانقراض.

وكشفت الدراسات أن نسبة مذهلة تقارب من 99% من السلاحف البحرية الخضراء حديثة الفقس هي من نوع الإناث، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وحذرت بلكيز من أن فقدان التنوع البيولوجي في تركيا، يُقدر بما يتراوح بين 50% إلى 75%، مع وجود مناطق معينة في البلاد تشهد انخفاضاً أكبر. وأكدت أن العديد من أنواع الفراشات في تركيا أيضاً، من ذوات القدرة المحدودة على الحركة والتكيف، تتأثر بشكل غير متناسب مقارنة بالأنواع الأخرى.

وسلطت الضوء على تداعيات فقدان التنوع البيولوجي، وشددت على أن العواقب تتجاوز النباتات والحيوانات لتؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان. وتلعب النظم البيئية الطبيعية والمخلوقات العديدة التي تدعمها دوراً حيوياً في المعركة ضد تغير المناخ وتؤثر على رفاهية الإنسان، وبالتالي فإن معالجة فقدان التنوع البيولوجي ترتبط ارتباطاً جوهرياً بحماية رفاهية الإنسان.

وخلال سعيها لمكافحة تغير المناخ، تستخدم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تدابير مختلفة لتقييم مدى فقدان التنوع البيولوجي بسبب التغيرات في درجات الحرارة، وأكدت بلكيز أن الأنواع الحية طورت آليات دفاعية متنوعة للتعامل مع درجات حرارة الجو المتزايدة، ما يؤدي إلى اختلافات في توزيع الأنواع المتنقلة.

وتبدو الحاجة الملحة إلى العمل واضحة، لأن تغير المناخ قد لا يؤدي فقط إلى انخفاض عدد السكان ولكن أيضاً إلى الاختفاء التام لأنواع معينة. وتواجه الأنواع الحية التي تعيش في موائل متدهورة مع محدودية فرص الحصول على غذاء، أخطر التهديدات، وأشارت بلكيز إلى أن الأنواع ذات القدرة العالية على التكيف والتنقل تمتلك ميزة أكثر أهمية، في النجاة من هذه التحديات البيئية.

كما شددت على الدور الحاسم لأهداف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة، وأهمها التحول إلى مصادر الطاقة الأكثر اخضراراً والقيام باستثمارات كبيرة في الاستدامة.

وفي الوقت نفسه، يعد توسيع المناطق المحمية البرية والبحرية إلى 30% بموجب الاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي، والتي تشارك تركيا كعضوٍ فيها، أمراً حيوياً لحماية الأنواع.

ودعت بلكيز إلى الحد من الأنشطة البشرية التي تعرض التنوع البيولوجي للخطر، واعتماد ممارسات زراعية صديقة للبيئة وإجراء استثمارات في مجال الطاقة المستدامة وتحويل عادات الاستهلاك وإنشاء مناطق حماية للأنواع الحية.

وأكدت أننا من خلال الجهود المتضافرة، لا يزال بإمكاننا السعي للحفاظ على التنوع البيولوجي الغني لكوكبنا وضمان مستقبلٍ مستدامٍ لجميع الكائنات الحية.