باشاك جانكيش "Başak Cankeş" هي مصممة وفنانة شابة ولدت في إزمير عام 1988، ومنذ أن قدمت مجموعتها الأولى بعنوان "لحظة" تحت الاسم التجاري Bashaques عام 2015، جلبت منظوراً جديداً لعالم الموضة التركي وأدخلت نهجاً متعدد الأبعاد للأزياء بمجموعاتها الفنية وقطعها المميزة التي يمكن ارتداؤها، إضافةً إلى العروض التقديمية التي تتشابك بين الفن والموضة.
وحظي مشروعها "الحقيقة" الذي عُرض في مركز "زورلو" عام 2019، باهتمام كبير عندما غاصت في عالم سريالي من الموضة والحداثة والابتكار فأثبتت بذلك أن الفن هو أساس الموضة.
وقدمت جانكيش في عرضها "الحقيقة" مجموعتها متعددة التخصصات، متحديةً نجاح المعايير المحددة مسبقاً التي تفرضها الموضة فيما يتعلق بالجسد والجنس والعرق والعمر، في وقت لم تكن فيه "إيجابية الجسم" شائعة بعد في صناعة الأزياء.
وقالت وهي تتأمل أسابيع الموضة وتنسيقات عروض الأزياء الموحدة: "في عام 2015، قدمت عرضين استمرَّا لمدة 15 دقيقة، إذا نظرنا إلى الوراء، فأنا أقيّمها على أنها تجربة تحد من حماستي الإبداعية، بالطبع كانت العروض جميلة لكن تم عرض المجموعة التي عملت عليها بلا كلل لأشهر من قبل عارضات المشي السريع في 15 دقيقة فقط، وتم استهلاكها في ستة أشهر، لقد وضعت كل طاقتي الإبداعية في وعاء محكم الإغلاق".
ومؤخراً نفذت جانكيش مشروعاً طموحاً حيث قارنت بين اللون الجذاب لجغرافيتها الأصلية مع التركيبات المماثلة من أجزاء مختلفة من العالم.
ومنذ سنوات، برزت جانكيش كمصممة عارضت حركة الموضة السريعة ونأت بنفسها عن جانب الموضة الذي يحركه الاستهلاك، واحتضنت الفن الذي يمكن ارتداؤه.
وتحت علامة Bashaques التجارية، أنشأت مجموعة فريدة من خلال توظيف ألوان وأنماط وتقنيات النسيج في أمريكا الجنوبية و منطقةالأناضول، وقالت المصممة وهي تتأمل مشروعها: "والدتي التي كانت مرشدة سياحية لمنطقة الأناضول منذ 40 عاماً والنساء اللائي لاحظتهن يصنعن السجاد والبسط في الأماكن التي زرناها خلال طفولتي، عندما أردت زيارتهم الآن، أدركت أن أعدادهم قد انخفضت كثيراً، وقادني هذا إلى البحث عما فقدناه ولماذا خسرناه، فذهبت إلى أمريكا الجنوبية للبحث والعثور على ما فقدناه أولاً في كولومبيا ثم في بيرو".
وكانت جانكيش التي عاشت حياة مختلفة تماماً خلال رحلتها التي استغرقت 42 يوماً في أمريكا اللاتينية، زارت خلالها 20 قرية، شرعت في وقت لاحق في رحلة مماثلة في منطقة الأناضول التركية، وعملت على تحويل كل هذه التجارب إلى فيلم وثائقي مدته 50 دقيقة يقارن أوجه التشابه في الملمس والتقنية واللون والنسيج بين هاتين المنطقتين الجغرافيتين المختلفتين إلى حد كبير، وتطورت التصاميم التي أعدتها بالإلهام والخبرة من هناك إلى مجموعة نادرة، معظمها قطع فريدة من نوعها.
وتؤكد جانكيش أن "الموضة لا تتعلق بالاستهلاك فقط، بل هي مجال يمكن من خلاله خلق قدر أكبر من التفوق والوعي، وقالت: "أثناء دراستي للفنون الجميلة في الجامعة، كتبتُ عبارة - الفن القابل للارتداء - في دفتر ملاحظات مشروع التخرج، وبالرغم من أنني أسست علامة "باشاك" التجارية بعد التخرج بخمس سنوات، إلا أنني لم أنحرف أبداً عن هذا المفهوم وما زلت أتبع مساره".
وأضافت مصممة الأزياء التركية: "ففكرة امتلاك قطعة واحدة فقط وبيع عناصر خاصة جداً بشهادة، هي شيء كنت أمارسه منذ عام 2015، ولا أجد من المثير أو المفيد إنتاج وصنع المئات من المنتجات النسيجية، ولا يمكن إنتاج تصميماتي في 100 قطعة لأن كل قماش فريد بحد ذاته ومتوفر بكميات محدودة".
وبعد هذا المشروع، شرعت جانكيش في مسار مختلف تماماً حيث وأضحت عنه بقولها: "بعد عملنا الوثائقي في كولومبيا، واصلنا استكشاف عالم الأفلام الوثائقية، وبعد ذلك، تلقيت عرضي الأول كمخرجة فنية، لقد شعرت بسعادة غامرة بهذا المشروع، حيث سأروي قصة البطل الأسطوري ميدوسا، وكتبنا السيناريو وأخرجناه وأعددنا الأزياء للفنانين، وركزنا بشكل أساسي على هذا المشروع طوال فصل الشتاء. وسيعرض المشروع على الجمهور في المستقبل، لكن هذا الشتاء كان مكثفاً للغاية بالنسبة لي بسبب هذا المشروع".
وتابعت: "بالإضافة إلى هذا المشروع بدأت أجمع بين النسيج والأزياء والثقافة في أجزاء مختلفة من العالم، وسافرت إلى مراكش للتعرف على السجاد البربري، وبناءً على هذه الرحلة، أعددت سترات خاصة"، مشيرة إلى أن هذه السترات متاحة حالياً للبيع في متجرها في "ألاتشاتي" (Alaçatı).
وفي الوقت نفسه، بدأت ببيع تصاميمها في "إيبيزا" الإسبانية وهي وجهة سياحية شهيرة في جميع أنحاء العالم، وقالت في هذا الصدد: "ذهبت إلى إيبيزا مرتين هذا العام، وأخذت تصاميمي معي والتقيت بالمتاجر المحلية هناك، وبالفعل احتضن متجران منها تصاميمي وقصصها وبدآ في بيعها، سأعود إلى هناك قريباً. إنه لأمر مثير للغاية أن يكون لدي جمهور يفهم روح ملابسي".
وتشعر جانكيش أن وصفها بمصممة أزياء قد حدّ منها، وتفضل أن تعرّف نفسها الآن على أنها "مصممة متنقلة"، وقالت:"يقع مقر علامتنا التجارية "ألاتشاتي" في إزمير، كما أصبحت "إيبيزا" في إسبانيا موقعاً تُفهم فيه تصميماتنا"، ولدينا علامة تجارية عمرها نحو 10 سنوات، ويطلب عملاؤنا حالياً قطعاً من المجموعات السابقة، ونتواصل معهم مباشرة ونلبي طلباتهم، ونقوم بتجديد قطع المجموعة باستمرار، ما يجعلها جديدة وحديثة وفريدة من نوعها مع نهج مختلفٍ لإعادة التدوير، مضيفة :"نحن بعيدون عن عقلية الإنتاج الضخم، والآن، أرى نفسي كواحدةٍ من صيادي الأقمشة الجميلة، أنا وسيطة فقط لإعادة استخدام هذه الأقمشة ".