بازار أوسكودار للكتب المستعملة يتبرع بـ 25 ألف دولار للناجين من الزلزال

اجتمعت مكتبات بيع الكتب المستعملة في أوسكودار لجمع الأموال لضحايا الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا منذ أربعة أشهر.

وأشار رئيس جمعية بائعي الكتب إلى أنهم نظموا 3 مزادات بين مارس/آذار ويونيو/حزيران، لدعم المتضررين من الكارثة.

وصرح بهتيار استكلي الذي يشغل منصب رئيس "جمعية بائعي الكتب في أوسكودار" في حديثه إلى الإعلام المحلي، أن البازار السابق في منطقة أسكودار التاريخية بإسطنبول تمكن من جمع حوالي 25.390 دولاراً.

وأضاف: "بعض الناس يتفاعلون مع المزاد بالقول: كم شهراً مضى أنتم تذكروني بالزلزال". لافتاً النظر إلى أن الاحتياجات لا تزال مستمرةً في المنطقة. وأشار:"لقد دمرت الولايات .. وسنواصل طرح الدعم على جدول الأعمال".

وبعد الزلازل الكبيرة في 6 فبراير/شباط، قام البازار الذي أصبح وجهة شهيرة لعشاق الكتب منذ تحويله من حمام تركي في ديسمبر/كانون الأول 2022، بتنظيم مزاد الكتب بسرعة بالتعاون مع بلدية أوسكودار لمساعدة ضحايا الزلزال.

والبازار الذي يستضيف مجموعة كبيرة من بائعي الكتب المستعملة، أقام مزاده الأول في 4 مارس/آذار، تلاه مزاد الكتب الموقعة في 15 أبريل/نيسان وآخر مزاداته كان في 10 يونيو/حزيران .

وتم تسليم العائدات المجمعة من المزادات الثلاثة والتي تزيد عن 25.000 دولار، إلى المنطقة الجنوبية الشرقية عبر هيئة إدارة الكوارث والطوارئ أفاد.

وحول سير عمليات المزاد، أشار استكلي إلى أن المزادات بدأت في تقديم مساهمة متميزة من القطاع إلى جانب المساعدات المالية التي تم تسليمها في أعقاب الكارثة غير المسبوقة التي أثرت بشكل مباشر على ملايين الأشخاص.

وأوضح أنهم في المزاد الأول، قاموا بجمع التحف والكتب وبيعها وإرسال العائدات للمتضررين. وفي المزاد الثاني جمعوا قائمة من المؤلفين المشهورين ودعوهم لحفل توقيع الكتب الذي لاقى نجاحاً كبيراً حيث لبّى العديد من المؤلفين الدعوة ووقعوا على خمس أو عشر نسخ من نفس الكتاب.

وأضاف "في المزاد الثاني عملنا بشكل أكثر تنسيقاً وقمنا بتوسيع المزاد بإضافة تواقيع الخطاطين".

وشدد استكلي أيضاً على أهمية المزادات ليس فقط للمساعدة المالية التي تقدمها ولكن أيضاً للقيمة التي تخلقها لعشاق القراءة وهواة جمع الكتب والتواقيع الحية.

ومضى يقول: "قمنا بجمع أعمال موقعة من مؤلفين مشهورين ومكرسة لخدمة قضايا ضحايا الزلزال. وقد أصبحت هذه المواد التي دخلت الأدب، العناصر الرائدة في سوق المقتنيات".

وتطرق استكلي إلى علاقته بجامعي الكتب من منطقة الزلزال، مضيفاً أنه وفقاً للنتائج التي توصل إليها، لا يوجد من هم في ظروف عصيبة.

وأوضح أن "أولئك الذين دمرت مؤسساتهم تم تعويضهم، وهناك من يفكر في فتح متجره مرةً أخرى، وهناك من فعل ذلك بالفعل".

كما رأى أن العمل التعاوني الذي تم خلال المزادات كان نشاطاً جماعياً مؤثراً، حيث ساهم العديد من الأفراد في التنظيم واقتنى المشترون الأعمال الأدبية بحس من الواجب الأخلاقي.

كذلك أقر رئيس الجمعية بأن مساهمتهم قد لا تكون كبيرة على الصعيد فردي، لكنه شدد على أهمية استمرار الدعم من جميع الدوائر، حيث انسحب العديد من الداعمين من المنطقة بعد فترة.

يذكر أن أعلى سعر بيع في المزاد يوم 10 يونيو/حزيران كان لكتاب "حسن جلبي بين النقاط والخطوط" الذي أعده للنشر هلال قازان ووقع عليه حسن جلبي، وهو شخصية بارزة في عالم الخط التركي.